وليس منشورنا هذا لكم إلّا على سبيل التذكرة ، فإن شهامتكم وغيرتكم وتقديسكم للوطن أمر مشهور عنكم فاثبتوا ثبات الأبطال وافعلوا ما تبيض وجوهكم بذكره وإياكم والاسترسال لقول عدو منافق خائن للوطن. انبذوا أقوالهم ظهريّا وتمسّكوا بمبدئكم القديم وحقكم الصريح ، وافعلوا ما توجه إليكم ضمائركم الطاهرة لا يمليه عليكم المرقة الخائنون والأعداء الملحدون والعاقبة للمتقين ، اثبتوا رعاكم الله فقد قربت ساعة الخلاص ودنت أيام السرور وحلت أوقات الانتقام من الباغي المعتدي ، فالثبات الثبات والحمية الحمية والوطنية الوطنية والله المسؤول أن يكلل أعمالنا وأعمالكم بالنجاح ، فابتهلوا إلى الله بذلك يستجيب دعاءكم وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
جدة في ١٩ جمادى الأولى سنة ١٣٤٣ ه علي بن الحسين |
منشور آخر الملقى إلى أهل مكة بواسطة الطيارة
إلى جيران بيت الله الحرام ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد فلم يحملنا على خطة السكوت هذه إلّا رغبتنا في عدم سفك الدماء والأمل في أن يرعوي العدو الباغي عن غيّه وأن يقبل النصائح التي بعث بها إليه محبّو السلام ، ولقد فضّلنا هذه الخطة لرغبتنا الخالصة في فضّ كل المشاكل بالطرق السلمية ولتضاف لنا حجة أخرى إلى أمثالها من حججنا القوية ، ولكن أبى الله إلّا أن يستمر العدو في طغيانه. ونشب القتال بيننا وبينه في هذا اليوم فباء والحمد لله بالخسران ورجع بالخذلان ولم يثبت أمام قوة الجند أكثر من ساعة وانهزم شر هزيمة وأدى إلى كهوف الجبال