منشورات الشريف علي الملقى
إلى أهل مكة بواسطة الطيارة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
إلى مهبط مهبط الوحي المحمدي ومنبع النور الإسلامي ، إلى جيران بيت الله الحرام وزمزم والمقام ، إلى حماة الذمار وأباة الضيم ، إلى ذوي الغيرة والشهامة ، إلى ذوي الأيادي البيضاء والخصال الحميدة ، إلى ذوي الحمية والنخوة العربيتين ، إلى وارثي المجد كابر ، إلى إخواننا وأبناء أبينا سكان مكة المكرمة نوجّه نداءنا ونبدؤهم بخطابنا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ أما بعد فقد قضى الله سبحانه وتعالى أن ترى هذا الدور المؤلم للمحزن يمثل في بلادنا وفي عاصمة حكومتنا ، قضى سبحانه ولا راد لقضائه أن يمثل عدونا وعدوكم أشرف بقعة في الأرض وأعلاما لدينا ، قضى سبحانه أن يفرق بيننا وبينكم هذه الأيام التي نرى يومها سنة وساعتها شهرا ، قضى سبحانه وتعالى بذلك ، كما قضى أن العاقبة للمتقين ، وأن قوة الحق لا تقاومها قوة ، وأن الباطل يضمحل أمام قوة الحق مهما بلغ من المناعة والاستعداد. يا ورثة المجد ويا سلالة الكرام اعلموا أننا لم نتخل عنكم زهدا فيكم ولا رغبة عنكم. ولقد كنا نودّ أن نفدي البلدة المقدسة بأرواحنا ومهجنا ، ولكن خوفنا من أن يقع بكم ما وقع بإخوانكم بالطائف من التعدي المريع ولنحافظ على البقية من وطنكم العزيز اضطررنا على الانسحاب كما يقتضي الفن الحربي ، ولقد جمعنا الشعب وأقبل إخوانكم إلينا من كل حدب وصوب حتى أصبح لدينا والحمد لله من الرجال والعتاد