من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل السعودي إلى إخواننا أهالي مكة المكرمة ، عبد القادر بن علي الشيبي ، ومحمد حبيب الله الشنقيطي ، وحسين بن محمد عابد ، ومحمد بن عبد الله باجنيد ، وجمال بن محمد الأمير ، ونائب الحرم سليمان ، وعقيل بن محمد السقاف ، وعباس بن عبد العزيز ، ومحمد عباس بن عبد المعطي ، وأبي بكر بابصيل ، وشرف حجي ، ومحمد صالح قطب ، ومحمد سعيد أبو الخير ، وإبراهيم عبد الرحمن آغا ، وقاسم آغا ، وكافة العلماء ، وفقنا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه ، وجعلنا وإياهم من عبيده وأوليائه آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ، وفقنا الله وإياكم الصواب ، لا يخفى عليكم أن الخير كله بحذافيره في طاعة الله ورسوله ، واتباع ما أمرت به الشريعة الغراء ، واجتناب ما نهت عنه والشر كله بحذافيره في ضد ذلك. ومعلوم حضراتكم أن هذا أمر متعين على كل مسلم. وأيضا ، والله ما أعلم شيئا يرجى به النجاة من غضب رب العزة ، وأمرا يستعين به المسلمون على نوائبهم في أمور دينهم ودنياهم إلّا بطاعة الله ، والسير على صراطه المستقيم الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى باتباعه واجتناب ضده ، كما قال سبحانه وتعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة : ٦ ، ٧].
فالمسلم واجب عليه :
أولا : أن يعرف ربه حقا ، ويعرف ما خلق له ، كما قال تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الحجر : ٥٦].