فاجتمع الناس في المطاف ، ووقف هو في المقام الحنبلي ، وقرأ المنشور عليهم ، وهذا نصه.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى كافة من يراه من إخواننا أهالي مكة ، وجدة ، وتوابعها من الأشراف ، والأعيان ، والمجاورين والسكان ، وفقنا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه آمين.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
أما بعد ، فالموجب لهذا الكتاب هو شفقتنا على المسلمين ، لصلاح أحوالهم في أمور دينهم ودنياهم. ولم نزل نكرر على الحسين بن علي النصائح ، ونحرضه على ما يجمع شمل العرب ، لتكون كلمتهم واحدة ، ولكن الطبع يغلب على الطبع ، ولا يحتاج تطويل الشرح بما انطوى عليه ، لأن أكبر شاهد على ذلك ما رأيتموه وشاهدتموه من أقواله وأفعاله في هذه البقعة المباركة ، التي هي مهابط الوحي ، بما ينكره عقل كل مسلم ، وعلاوة على ذلك ينكره كل من يحب المسلمين ، ولو لم يكن منهم.
فلرجل ترك مزايا الإنصاف ، وهي ما انتسب إليه في هذا البيت الكريم خصوصا ، وشرف العرب عموما. ولا شك أن من ترك ما كان عليه النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وخلفائه ، وأصحابه ، وهو يتسمى باسم الإسلام ، وبالخصوص السكان من أهل البيت الشريف ، وطمع إلى غيرها في الزخارف التي هي أكبر شؤم على الإسلام خصوصا ، وعلى العرب عموما ، فهو لا خير فيه.
منذ دخل الحجاز جعل أكبر همه الإيقاع بنجد والنجديين ، وقد تظاهر