وفي سنة ١١٧٤ ه : قتل رشيد رئيس بلد عنيزة من سبيع ، هو وفراج رئيس الجناح من بني خالد ، قتلوهم عيال الأعرج من آل أبو غنام ، هم وآل زامل ، ومعهم غيرهم ، قتلوهم في مجلس عنيزة ، وسبب قتلهم أن أهل عنيزة وأهل الجناح كانت بينهم حروب ، وفتن كثيرة ، يطول ذكرها ، فلما استولى رشيد على عنيزة ، واستولى فراج على الجناح اصطلحوا على وضع الحرب بينهم ، وأقاموا على ذلك نحو ثلاثين سنة ، حتى امتد أهل عنيزة ، وأهل الجناح في الفلاحة ، وأكثروا من غرس النخيل ، وكثرت أموالهم. ثم إن الشيطان وأعوانه ، حرشوا بين أهل عنيزة ، وبين أهل الجناح ، فاتفق رجال من عشيرة رشيد ، ورجال من عشيرة فراج على قتلهما ، فقتلوهما. فثارت الفتن بين الفريقين ، فلا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
وفي سنة ١١٧٥ ه : أنزل الله الغيث ، وأخصبت الأرض ، ورخصت الأسعار ، وحصل في بلدان سدير وباء ، مات فيه خلق كثير منهم الشيخ عبد الله بن عيسى المويس الوهيبي التميمي قاضي بلد حرمة ، والشيخ محمد بن عباد الدوسري ، والشيخ حماد بن شبانة الوهيبي التميمي المعروف في بلد المجمعة ، والشيخ عبد الله بن سحيم الكاتب المعروف في بلد المجمعة والسحيم من أهل المجمعة الحبلان من عنزة ، والشيخ إبراهيم ابن الشيخ أحمد المنقور التميمي قاضي حوطة سدير رحمهمالله تعالى.
وفي هذه السنة كثر الجراد ، وأعقبه دباء أكل غالب الثمار والأشجار.
وفي سنة ١١٧٧ ه : ملك ابن سعود بعض بلدان سدير.