فأنتم أعطونا عهد أن دربكم دربنا يا أهل عنيزة ، واتركوا عنكم أهل الشمال. قالوا : حنا ما ناثق بابن سعود ، ولا نعطيكم على هالجواب ، ثم ركبوا إلى بريدة.
أهل عنيزة كتبوا إلى ابن سعود وطلبوا منه يوافق مع أهل بريدة بالذي هم يقولون ابن سعود رغب في تلبيد الأمور ، وأرضا أهل عنيزة ، وقطع حجه أن ما عنده إلّا الزين. ثم كتب خط وأرسله إلى أهل عنيزة فيه شروط طالبينها من أهل عنيزة وراضي فيها منها أن بريدة وخببتها بيد أهل بريدة حكمهن وأمرهن. ولا فيهن أمر لابن سعود وأيضا أن ابن سعود إذا ظهر من ديرته ما يقرب بريدة قوم ، ولا ينزل قرب البلاد ، يعني ما هم واثقين فيه ابن سعود راضي في هذا الأمد بالخط ، إنه عليكم عهد الله وأمان الله ، والخاين يعاقبه الله.
أنتم يا أهل عنيزة ، يا الدرب الذي تدخلون فيه من طرف أهل بريدة كايد أوهين أنه تام وأجزموا بأنكم ماينين في كل ما تجرون.
أهل عنيزة لما وصلهم المكتوب ، أرسلوه إلى أهل بريدة ، وقالوا : هذا جواب ابن سعود ، ونحن نعاهدكم. كان أخلف الأمر أننا معكم ، ولكن الأمر ما فيه حيلة ، الرجال جازمين على العداوة ، وقد انعقد العلم بينهم وبين سلطان. ومرادهم في هذا الطمع بأهل عنيزة عسى أنهم يدخلون معهم في هذا الأمر ، وهيهات.
ولما أقبل القيض خافوا أهل بريدة من ابن سعود بموجب أشياهم على الغضا ، وأركبوا لسلطان وحسنوا له الأمر. وقالوا : أقبل انزل في طرفنا لأجل يعظم الأمر على ابن سعود ، ويبين العيب فيه ، وهو بالجنوب ، ولا يشمل إلى طرفنا ، لأننا مستعدين في همة وقوات ،