بالرغم من ضابط الحصار الذي أقام في الكويت لمراقبة التهريب ، فإن ذلك لم يمنع تسرب الأموال بل استمر على ما كان عليه إلى أن سقطت سوريا بيد فيصل الشريف والإنكليز.
وكانت الحكومة الإنكليزية قد أرسلت مستر فلبى ، وأقام عند ابن سعود بمهمة من حكومته وهي مراقبة ما يحدث في نجد ، وخوفا من أن يتصل أحد من أعدائها في ابن سعود وحذرا من أن ابن سعود يعرقل حركات الشريف كما أن حكومة الترك قد جعلت عند ابن رشيد عبد الحميد بك بن إبراهيم باشا سعيد المصري ليمنع الدسائس الأجنبية من التأثير على ابن رشيد ، ولأنها ترشحه للقضاء على حركة الشريف.
فلما رأت تقدم الشريف فيصل استدعت ابن رشيد وعهدت إليه مهاجمة أولاد الشريف فكانت ثقتها فيه بغير محلها لبى طلبها ولكن شمر لم يجيبوه للقيام بهذه المهمة ، فرحل بقوة ضعيفة من أهل حايل وبعض من البادية ، ونزل الحجر وأقام فيه ستة أشهر دون أن يعمل عملا يذكر.
وفي هذه الأثناء خرج ابن سعود قاصدا شمر فلما قارب أماكنهم وفد إليه رؤساؤهم مقدمين الطاعة فقبل منهم بعد أن تعهدوا له أنه إذ لم يتفق معك ابن رشيد بعد رجوعه أن يفارقوه ويلحقوا برعية ابن سعود فرجع عنهم وبلغ الخبر ابن رشيد من كتب أرسلها له رؤساء شمر ينصحونه إن اتفاقك مع ابن سعود أجدى عليك من عملك مع الترك وأحفظ لكيانك وكياننا. ولكن ابن رشيد رفض هذه النصيحة وأقام بموضعه إلى أن رأى مقدمات انهيار الدولة التركية فرجع في شهر القعدة أي قبل الهدنة بشهر لأن الترك سلموا قبل الألمان بنحو شهر.