الاعتماد على رواتها لأن طول المدة تبطل الثقة بالنقل إذا لم يكن مسجل ، لما اعتاد الناس عليه من التحريف والزيادة والنقصان. وإنما اقتصرنا على بعض النبذ التي أوردها ابن بشر في سوابقه ترسمناها متفرقة على حسب ترتيب حوادث السنين ، على أننا قد استوفينا ذلك بكتابنا «المعجم» في كلامنا على التويم ، وأضفنا إليه الحوادث الحديثة فمن أراد استكمال البحث عن التويم فليرجع إلى موضعه من الكتاب المذكور.
قال ابن بشر في حوادث سنة ١٠٨٤ ه : وفي هذه السنة حصل وقعة بني أهل التويم وأهل جلاجل في موضع يسمى القاع قتل في هذه الواقعة رئيس جلاجل إبراهيم بن سليمان ، ورئيس بلد التويم محمد بن زامل بن إدريس بن حسين بن مدلج ، وعده رجال من الفريقين ، وهذه من الحوادث العادية التي تقع دائمّا بين أهل القرى لا لتأييد حق ولا لطلب التوسع في الملك ، وإنما للتشفي والانتقام ، وفي الحوادث الماضية والحوادث التالية ما يؤيد ذلك.
إمارة راشد بن إبراهيم في بلد مراة
مراة قرية قديمة ولها ذكر في التاريخ ، وقد كانت قديمّا لبني امرىء القيس بن زيد مناة ، وقد ذكرناها في كتابنا «المعجم» وذكرنا شيئا من تاريخها القديم وما ورد فيه من الأشعار. وأمّا التاريخ الحديث فهذا أول خبر وقفت عليه في شأنها.
قال ابن بشر :
وفي سنة ١٠٨٤ ه : تولى راشد بن إبراهيم في بلده مراة البلد المعروفة في الوشم.