والسلطة ، وفي هذه الأثناء ورد الأمر من الإمام إلى أهل النواحي ومنهم عبد العزيز ، فخرج جلوي بغزو أهل القصيم وتجهز عبد العزيز بغزو بريدة. ولما خرجوا قاصدين الإمام فيصل صرف نظره عن مرافقتهم وأمرهم يتوجهون إلى قصدهم ، وذهب هو إلى الحجاز ، وقصد الشريف محمد بن عون ومعه أولاده وخواص رجاله ، فلما علم فيصل قصد بريدة ونزلها ، فالتمس منه إخوة عبد العزيز العفو عن أمواله فتركها لهم ، وأسند الإمارة إلى عبد المحسن أخي عبد العزيز ، وجعل على بيت المال عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله أبا بطين ، أما عبد العزيز فقد استقام عند الشريف بضعة أشهر ثم سئم الإقامة هناك ، فطلب من الشريف أن يتوسط له عند الإمام فيصل ، فكتب الشريف إلى فيصل يطلب العفو عن عبد العزيز ، فما زالت الرسل تتردد بذلك حتى أذن له أن يرجع إلى وطنه ، وأن يكون أميرا في بلده ، فرجع إلى بريدة. وكان فيصل غازيا إلى أطراف قطر حيث أن أمراء البحرين قد استولوا على بعض قراه الساحلية ، فأمر على عبد العزيز المحمد أن يركب بغزوه مع جلوي بن تركي ، فركب معه في ربيع الأول ، فلما قدم على الإمام فيصل وبّخه وعاتبه على أعماله ، فقال : يا حضرة الإمام التوبة تغسل ولا تكدر صفو عفوك بالتأنيب على ما مضى ، وانظر إلا ما يأتي ، قال : لا تثريب عليك. وأقام عنده حتى قفل راجعا إلى بلده وأيده في مركزه.
نهاية تاريخ ابن بشر
يعلم المطّلع أننا لخّصنا أكثر الحوادث مستمدين ذلك من تاريخ ابن بشر ، ما عدا بعض الحوادث التي استقيناها من مصادر أخرى ، وهي