وفي سنة ١٠٩٤ ه : توفي الشريف بركات بن محمد بن إبراهيم بن بركات بن أبي نمي ، ليلة الخميس التاسع والعشرين من ربيع الثاني ، ودفن قريبا من المولا ، وكانت مدة ولايته عشر سنين وأربع أشهر وعشرين يوما. وتولّى بعده ابنه الشريف سعيد بن بركات. وفي هذه السنة ورد أمر سلطاني ، مضمونه وصاية الشريف على الأشراف ، وأن لا يخرج الشريف أحدا منهم إلى الوصول إلى الأبواب ، وأن تكون البلد أربعا : الربع للشريف ، والثلاثة الأرباع للأشراف. فقسموا مدخول البلد أرباعا : ربع لشريف مكة ، وربع تشيخ فيه السيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن حسن بن أبي نمي ، والسيد ناصر بن أحمد بن محمد الحارث ، ومعهما جماعة من الأشراف. والربع الثالث تشيخ فيه السيد أحمد بن غالب ، والسيد أحمد بن سعيد ، ومعهما جماعة من الأشراف. والربع الرابع تشيخ فيه السيد عمرو بن محمد ، والسيد غالب بن زامل ، ومعهما جماعة من الأشراف.
فحصل بذلك التشاجر في القسمة ، والاختلاف بين الأشراف ، ولزم من ذلك أن كل صاحب ربع يكون له كتبة وخدام يجمعون ما هو له. ووقع في البلاد السرقة والنهب ، وكسرت البيوت والدكاكين ، وترك الناس صلاة العشاء والفجر بالمساجد خوف القتل أو الطعن. وكثرت القتلى في الرعية ، حتى ضبطت القتلى في رمضان ، فبلغت تسعة أشخاص.
وفي سنة ١٠٩٥ ه : تولى شرافة مكة الشريف أحمد بن زيد بن محسن ، وذلك أنه لما جاءت الأخبار إلى السلطان بما وقع في الحجاز من النهب ، والاختلاف بين الأشراف ، طلب الشريف أحمد بن زيد وهو إذ