هناك إلى أن توفي سنة ألف وثمان وثلاثين ، وعمره أربع وخمسون سنة ، ودفن بصنعاء. ودخل الشريف أحمد بن عبد المطلب بن حسن بن أبي نمي مكة ضحى يوم الأحد سابع عشر رمضان ، في السنة المذكورة ـ أعني سنة ١٠٣٧ ه ـ وفر من مكة من كان فيها من جماعة الشريف محسن ، واختفى من اختفى.
وكان الشيخ عبد الرحمن بن عيسى المرشيدي الحنفي ممن اختفى ، فدل عليه ، فحبسه هو وأخوه القاضي أحمد بن عيسى المرشدي ، وقتل الشيخ عبد الرحمن المذكور صبرا ، وكان عمره حين قتل إحدى وستون سنة. وأمر بقتل أخيه الشيخ أحمد فشفع فيه حاكمه عتيق بن عمر ، فأطلقه. وقتل الشريف أحمد هذه القتالة بعينها ، كما سيأتي. وفي الأثر كما [...](١). وكان الشريف أحمد بن عبد المطلب ذا أدب ، نبيها نجيبا ، حسن الصورة ، عظيم الهيبة ولما دخل مكة ، صادر كثيرا من الناس ، وأخذ أموالهم ، ولم يرحم أحدا ، عاقب كثيرا من الناس ، فنفرت الناس وجلت عن مكة.
وفي سنة ١٠٣٩ ه : قبض قنصوه باشا على الشريف أحمد بن عبد المطلب ، وقتله ، وولّى شرافة مكة الشريف مسعود بن إدريس بن حسن بن أبي نمي. فكانت ولاية الشريف أحمد بن عبد المطلب بن حسن بن أبي نمي سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية عشر يوما ، فولي مكة بعده الشريف مسعود بن إدريس بن حسن بن أبي نمي ، وكان ملكا جوادا شجاعا حسن التدبير.
__________________
(١) بياض في الأصل.