ثم إن الشريف بركات خرج إلى اليمن لأجل بعض الإصلاحات ، فجاء الشريف أحمد ، ودخل مكة في غيبة الشريف بركات ، وأذل أهلها ، وعاقبهم أشد عقاب ، وقتل خلقا كثيرا. ورجع إلى ينبع ، فصادف إقبال تجريده من مصر إلى مكة فاجتمع بأميرها ، وجعل له ستين ألف إشرافي أحمر على أن يقبض على الشريف بركات ، ويوليه مكة ، فوعده ذلك ، ورجع معه إلى مكة. وكان قد رجع الشريف بركات من السمع ، فخرج لملاقاة التجريدة ، فخلع أمير التجريدة إلى علي (١) الشريف بركات [...](٢) ، ودخل مكة وهو لابس الخلعة ، وأمير التجريدة معه. فلما وصلوا إلى مدرسة قايتباي ، قبض على الشريف بركات ومن معه من الأشراف ، وجعلهم في الحديد ، ونهبت بيوتهم ، وأخذت خيولهم وإبلهم ، ونادى في البلد للشريف أحمد الجازاني. وحج بهم أمير التجريدة وهم في الحديد ، ورجع بهم إلى مصر. ثم إن الشريف بركات ما زال ينتهز الفرصة ، حتى أمكنه الله ، ففر من مصر إلى ينبع.
وفي سنة ٩٠٩ ه : قتلت الأرواح المقيمون بمكة الشريف أحمد الجازاني في الطواف ، وتولى بعده أخوه حميضة بن محمد بن بركات بمن معه من العرب من عتيبة وغيرهم على مكة ، وهرب حميضة ، واستولى بركات على مكة.
وفي سنة ٩١٠ ه : ورد المرسوم من السلطان الغوي الجراكسي سلطان مصر للشريف بركات بولاية مكة.
__________________
(١) هكذا في الأصل.
(٢) بياض في الأصل.