وبعث العمال لقبض
الزكاة ، وخرص الثمار بعد أن كانوا قبل ذلك يسمون عند الناس مكّاسا وعشارا ، ونشرت
راية الجهاد بعد أن كانت فتنا وقتالا ، وعرف التوحيد الصغير والكبير بعد أن كان لا
يعرفه إلّا الخواص ، واجتمع الناس على الصلوات والدروس والسؤال عن أصل الإسلام
وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها ومعاني قراءتها. وتعلمها الصغير والكبير ،
والقاري والأمي ، بعد أن كان لا يعرفه إلّا الخواص.
وانتفع بعلمه أهل
الآفاق ، لأنهم يسألون ما يأمر به وينهى عنه ، فيقال : يأمر بالتوحيد وينهى عن
الشرك ، ويقال لهم : إن أهل نجد يمقتونكم بذلك ، فانتهى أناس كثير من أهل الآفاق
بسبب ما سمعوا من أوامره ونواهيه.
وهدم المسلمون
ببركة علمه جميع القباب والمشاهد التي بنيت على القبور وغيرها ، من جميع المواضع
الشركية في أقاصي الأقطار من الحرمين ، واليمن ، وتهامة ، وعمان ، والأحساء ، ونجد
وغير ذلك ، حتى لا تجد في جميع شملته ولاية المسلمين الأصغر ، فضلا عن غيره حاثنا
الريا ، الذي قال فيه النبي صلىاللهعليهوسلم إنه أخف من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل.
وأمر جميع أهل
البلدان من أهل النواحي يسألون الناس في المساجد كل يوم بعد صلاة الصبح ، أو بين
العشائين عن معرفة ثلاثة أصول : وهي معرفة الله ، ومعرفة دين الإسلام ، ومعرفة
أركانه ، وما ورد عليها من الأدلة من القرآن ، ومعرفة محمد صلىاللهعليهوسلم ونسبه ومبعثه وهجرته ، وأول ما دعا إليه ، وهي لا إله إلّا
الله ، ومعرفة معناها ، والبعث بعد الموت ، وشروط الصلاة