في بلدته ماوران جذبته القدرة فاستوطن بغداد ونشر فيها علومه ، وألّف حاشية تفسير الفاتحة للبيضاوي ، ولقد أبدع وأجاد فيها ، كتب فيها من المباحث والاختراعات ، وأما في الشعر والنثر فله اليد الطولى ، ثم إنّ البغاة بعد الهزيمة صمموا على العود إلى القتال ، وكان ابن خليل وعجم محمد في لورستان عند الوالي زكي خان ، الذي آلت إليه مملكة العجم بعد كريم خان سنة.
وقد كان كريم خان أرسل أخاه صادق خان لحفاظة البصرة ، فلما وصل إليها جاءه خبر وفاة أخيه كريم خان في شيراز وتولية زكي خان بدله ، فوقع صادق خان في حيرة خوفا من وزير بغداد ، وخوفا من زكي خان [٨] ، لأن الأمراء والملوك كانوا زمن التبربر والتوحش إذا مات أو عزل أحدهم وتولّى بدله غيره ، أول ما يسعى الجديد في إهلاك من كان ينتسب إلى سلفه.
على ذلك خرج صادق خان من البصرة بعساكره قاصدا شيراز ليملكها ويصون دمه ، فلما بلغ الوزير خروج عساكر العجم من البصرة حالا أرسل إليها نعمان بيك متسلما عليها ، فسافر من بغداد ودخل البصرة بلا حرب ولا ضرب وتسلمها ونفّذ فيها أوامره ، وطهّرها من الرفض وأهله ، ولما مات كريم خان وتولى زكي خان بعده أطلق سليمان بيك وأسرى البصرة ، ولما فك الأسر عنه أرسله واليا على البصرة ، فخرج من شيراز ، ولما وصل إلى الحويزة ، راسل أهل البصرة في أن يكون واليا عليهم فوافقوه ، ولكن أبى ذلك نعمان بيك المتسلم وثامر شيخ المنتفق فبقي في الحويزة منتظرا للفرج لأنه كان لا يحب الفتن فلم يلبث إلّا قليلا حتى جاء الفرج بموت ثامر أغزى عرب الخزاعل ، فأصيب برمح قتله ، فحينئذ أرسل سليمان بيك إلى حسن باشا والي بغداد يطلب منه ولاية البصرة ، وأنه هو الذي كابد فيها المشاق زمن الحصار ، وكان سليمان بيك