معركة الطرفية
وفي سنة ١٣١٨ ه : صارت الفتنة عظيمة فيما بين مبارك بن صباح شيخ بندر الكويت ، وبين أمير نجد عبد العزيز بن متعب بن عبد الله العلي الرشيد ، والأسباب أحقاد قديمة فيما بين مبارك الصباح وآل رشيد مبتدأه في سنة ١٢٩٩ ه. وذلك أن محمد بن رشيد أخذ سلطان الدويش ومعه مطير على الجهرا قرب الكويت ، فآل صباح تأثروا لأنه هتك حرمتهم لكن ما كان لهم طاقة في مقاومة ابن رشيد ، ودافعوه بالتي هي أحسن.
وذلك أن شيخ الكويت بوقته عبد الله بن صباح خرج لابن رشيد مع وجوه الكويت ، وترجوا ابن رشيد أن يترك لهم أسراهم وأموالهم فقبل رجاهم وشدّ من الجهرا ، وقبل ذلك في ثلاث سنين عريب دار الكويت حصل منهم تعدّ على شمر ، واشتكاهم ابن رشيد على الصباح عدة مرات من غير فائدة.
بعده أغار محمد بن رشيد عليهم ، وأخذ منهم جانب ، فآل صباح تأثّروا من ذلك رغم أنّ ابتداءه منافسة أهل القصيم في سنة ١٣٠٥ ه مع محمد بن رشيد ، فصاروا آل صباح يخابرون سرّا أمير بريدة حسن بن مهنا ، وأمير عنيزة زامل بن سليم بأنهم معهم على ابن رشيد ، بحيث كانوا آل صباح من جملة المشجعين لأهل القصيم لكن بالقول سرّا حتى عظم الشر بين أهل القصيم ، وابن رشيد وانتهى في وقعة المليداء المشهورة سنة ١٣٠٨ ه في جمادى الآخرة. فالوحشة بقيت بين شيوخ الكويت وابن رشيد إنّما خفّت نوعا ما. وذلك أن محمد بن صباح توجّه باسم الحج سنة ١٣٠٩ ه وغايته الحقيقية إزالة الوحشة فيما بينهم وبين ابن رشيد ، وقد