الجنوب تتبع الرعي ، وأفاد عبد العزيز بن جلوي بأن ابن رشيد على الأجفر في الشمال وليس حول نجد أحد لا من البادية ولا من قبل ابن رشيد.
فلما اطمئن عبد العزيز بأخبارهم ارتحل من الداعم ونزل في آخر يومه على السليل ، وكان قاطن فيه بادية من مطير ، فتقدم إليهم قبل وصول عبد العزيز الأمير ، عبد العزيز بن جلوي ، فأخبرهم بأن عبد العزيز قادم عليهم ، فاستقبلوه بالخيل والجيش وعرضوا أنفسهم تحت تصرفه وفي خدمته ، فشكرهم الملك عبد العزيز وأمر بأن يركب أهل جرادين حتى يصلوا المفرزات ليقصوا له الأثر ، عما إذا كان أحد ذهب إلى الرياض لينذر عامل ابن رشيد.
فركب فارسان حتى وصلا إلى المفرزات ، ثم رجعا وأخبرا بأنهما لم يريا أي أثر ، فلما كان بعد صلاة العشاء ترك عبد العزيز ثقله عند هؤلاء العرب وركب بما يقارب الثلاثمائة رجل متوجها إلى الرياض.
فلما قربوا من الرياض أناخوا رواحلهم في وضع الملز القديم (١) ، الذي أصبح الآن داخل العمران ، وترك عبد العزيز رواحله وبعض رجاله في هذا الموضع ، وطلب من شقيقه الأمير محمد بن عبد الرحمن أن يبقى مع الرجال الذين سيبقون عند الرواحل وليكون ردأ لهم فيها لو لم يحصلوا
__________________
(١) أكد هذا الموضع الأمير عبد العزيز بن مساعد كان جالسا عند الملك عبد العزيز في الملز ليشاهد سياق الخيل ، فقال الأمير عبد العزيز بن مساعد للملك : هذا طال عمرك محلنا الذي كلنا فيه في ليلة دخلنا الرياض. قال الملك عبد العزيز : نعم.