كل شيء من مقومات الحياة ، فلامتها على هذا التستر ، وعلى هذا الصبر الطويل. وقالت لها إن والدك بخير كبير وأنت ابنته وزوجك ابن أخيه ، وإحسانه شامل للبعيدين فكيف بكما وأنتما ولداه ، فأجابتها بأنه لم يقصر علينا شيء وأرى أنه لا داعي لإظهار أمرنا إلّا لله تعالى.
فلمّا علم والدها محمد البسام بالأمر طلب ابن أخيه ولأمه أيضا وأعطاه مبلغا جيدا من النقود ليعمل به مضاربة مع عمّه فصار حمد السليمان يتجر بجلب البضائع من سوق الشيوخ بأطراف العراق إلى القصيم. وهكذا يقلب هذا المال حتى نمى بيده وصار صاحب رأس مال كبير.
وصار من بعض أعماله التجارية أن يشتري ثمار النخيل من الفلاحين بطريق بيع السلم ، فإذا استلمه منهم في حينه أيام الجذاذ يكنزه في حياض كبار تسمى (الصوبة) ثم يبيعه في أوان بيعه وهكذا.
ففي إحدى السنين سافر للتجارة إلى سوق الشيوخ ، وكان هذا السوق هو ميناء أهل نجد في ذلك الزمن ، وطالت سفرته ، فلما عاد إلى وطنه عنيزة قابله في الطريق بعض التجار الموردون فصار يسأله عن أخبار البلاد.
فكان مما أخبره أن نجدا أصابها مجاعة كبيرة ، وأن الناس أصابهم ضرر بالغ فيها. فقال : عسى لنا منها حظ ونصيب. فأجابه هذا بأن لك يا أبا سليمان ، أكبر الحظ والنصيب فزوجتك تصدقت بجميع ما ادّخرته من حياض التمر فسر بذلك وحمد الله عليه وسأله القبول.
فلمّا قدم عنيزة واستراح من وعثاء السفر جاءته زوجته مزنة المحمد