وحاصر البلد نحو أربعين يوما ، وقطع جملة من نخل الرياض ولم يحصل على طائل. ثم وقعت المصالحة بينه وبين الإمام عبد الرحمن بن فيصل ، وأطلق سالم بن سبهان ومن معه من الحبس وأخرجهم إلى ابن رشيد ، وارتحل ابن رشيد راجعا إلى بلده ، وأخذ يستعد لحرب أهل القصيم.
فلما أقبل على القصيم أظهر له حسن المهنا المخالفة فحصل من قوم ابن رشيد نهب لبعض قرى القصيم ثم إن ابن رشيد أرسل كاتبه ناصر العتيق بمكاتيب لحسن بن مهنا ، فقدم ناصر بريدة ، وأعطى حسن بن مهنا كتابه من ابن رشيد ومعه كتاب لزامل السليم. وحاصل الأمر أنهم صار بينهم جواب على أن يكون هناك تفاوض بين الطرفين.
ولمّا كان في جمادى الأولى من هذه السنة خرج ابن رشيد من بلده وتوجه بمن معه من الجنود إلى القصيم ، ونزل القرعاء ، فخرج زامل آل عبد الله بن سليم ، وحسن آل مهنا ومعهما جنود عظيمة من أهل القصيم ، ومن البادية لقتال ابن رشيد ، فحصل بينه وبينهم وقعة شديدة في القرعاء ، وصارت الغلبة فيها لأهل القصيم على ابن رشيد. وذلك في ثالث في جمادى الآخرة في السنة المذكورة قتل فيها عدة من رجال الفريقين ، وكان من قتلى قوم ابن رشيد مبارك الفريخ صاحب راية ابن رشيد ، وحمد الزهيري وعدة رجال. واتفق أنه قدم على ابن رشيد بعد الوقعة المذكورة أمداد كثيرة من شمر ، ومن الظفير ، ومن عنزة فحصل له قوة فارتحل من القرعاء ونزل في غضى.
وبعد ثلاثة أيام ارتحل أهل القصيم من القرعاء ، وارتحل ابن رشيد من غضى فالتقى الفريقان في المليدي في يوم السبت ١٣ جمادى الأولى ،