اليمن وعامر ، واستأصل عامرا وغنم أموالهم وذراريهم ، ولم ينج من رجالهم إلّا رئيسهم أحمد بن مسعر وأبو فراس بن الشباش ، وبعد ذلك منّ على الحريم والذراري وسيرهم إلى عمان ، وكان القرامطة يومئذ في ثمانين أميرا.
وكانت ذكور خيل بني عامر ومن معهم من قيس تبلغ ألفا وإناثها أكثر ، وكان ملك عبد الله بن علي الأحساء سنة ٤٧٠ ه.
وكانت اليمن قد شركت القرامطة في الأمر عند ضعفهم ، وهلاك خلق كثير من ربيعة كانت بعثتهم القرامطة ، إلى أوال لينتزعوا الملك من أبي البهلول العوام بن محمد بن يوسف بن الزجاج أحد عبد القيس ، وكان قد غلب القرامطة عليها ، وخطب له فيها بالإمارة.
وكانت للعجم يد على هذه الناحية ، وكان قاضي بلاد تاروت في جيش عظيم قد سبقه إليها ملك آخر ، في عسكر عظيم على طريق البصرة من جهة حمار تكين يريدون ملكها على عبد الله بن علي ، فلما وصلوا إلى الأحساء قلب عبد الله الرأي فلم يجد غير استقبالهم بإظهار الطاعة ، والتحمل في الأفعال ، إلّا أنه لم ينزلهم في القصر ، بل أقام لهم الإنزال أياما ، وبعث إلى أمرائهم وأشار عليهم بالمسير إلى عمان ورغبهم في ملكها ، فوصف لهم كثرة ما بها من الذهب والفضة ، وثياب الإبريسم ، والمتاعات وغيرها ، فرغبوا في ملكها وطلبوا منه الإدلاء ، فبعث إلى قوم من بني الخارجية ممن يسكن الرمل الذي بينه وبين عمان فجاءوه فتقدم إليهم بأن يدلوهم على الطريق وقد أسرّ إليهم بأن : إذا توسطتم بهم الرمل ونفذ ماؤهم فأنزلوا بهم ، فإذا ذهب شطر الليل وناموا فانسلوا عنهم بحيث