المضايفي ، وجميع أهل الحجاز ، وأمرهم بحصار مكة ، وانتظار الحاج الشامي ومنعه ، ثم إن غالب اشتدت به الحال ، وبلغ منه الجهد وطلب منهم الصلح على مواجهة الأمير سعود ، والاتفاق هو وإياد على الدخول في الدين ، والطاعة ، وصالحوه وأمهلوه ومشت السابلة ودخل المسلمون البلد ، وحجوا ، واعتمروا وواجه عبد الوهاب غالبا ، وتفاوض معه في الحديث ، والمجاوية ، وتهادوا ، وأجازه غالب الجوائز ، وأعرض أهل الحاج الشامي ، وحج وانصرف ، وانصرف عبد الوهاب ومن معه من الأمراء ، والأتباع وسالم بن شكبان مريض مدنف اشتد به المرض ، وتوفي بعدما وصل بلده بيشه ، وأمر سعود بعده ابنه فهاد وتم صلح غالب ، واركب لسعود ومشت السابلة ، وأخلت السبل ، ورخصت الأسعار في الحرمين وغيرهن.
ووقع من غالب مع وقوع المصالحة له ودخوله في الدين ما يريب منها ، أنه أبقى في مكة عسكرا من الترك ، والمغاربة ، وغيرهم من الحاج ، يدعي أنه الحاج عبد الله العظم هو الذي مرتبهم بأمر من الدولة ، ومنها أنه حصن جده بالبناء ، وأحاطها بخندق عظيم ، ومنع الغرباء المسافرين ، والتجار من ناحيتنا من دخولها ، واستوطنها أغلب مدته ، وبقي العسكر عنده في مكة إلى وقت الحج من قابل ، فلما دخلت أشهر الحج أمر سعود عبد الوهاب ، وابن شكبان ، وعثمان المضايفي ، وجميع أهل الحجاز وتهامة ، واليمن بالمسير إلى ناحية الحرمين ، وواعدهم المدينة ، وسيّر قدامة من أهل الجبل وأهل القصيم ، وأهل الوشم ثم سار الساقة بأهل العارض خرج من الدرعية ليلة الجمعة لثنتي عشرة مضت من ذي القعدة واختار الأمير سعود الإعراض عنه وتركه إلى الحج.