ونواحيها ، انتهى ما لخصناه من أنساب العرب الأولين التي تتفرع منها قبائل الزمان ، وتنتسب إليها وإن كان لا يمكن في الغالب إعلاق أجداد المتأخرين بالمتقدمين جدّا جدّا ، فليس إلّا الاستفاضة ، وانتساب كل قبيلة إلى قبيلتها ، والله أعلم [وصلّى الله على محمد].
فصل
قال أهل السير والأخبار : كانت الجاهلية قبل المبعث فيهم بقايا من دين إبراهيم ، مثل : الحج ، والطواف بالبيت ، والسعي وإهداء البدن ، وغير ذلك من تعظيم البيت ، وكانت نزار تقول في إهلالها : لبيك لا شريك إلّا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك.
وقال الشهرستاني في «الملل والنحل» : والعرب الجاهلية أصناف : فصنف أنكروا الخالق والبعث ، وقالوا بالطبع المحيي كما أخبر عنهم في التنزيل : (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) [الجاثية : ٢٤] ، وصنف اعترفوا بالخالق وأنكروا البعث وهم الذين أخبر الله عنهم بقوله : (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ...) [ق : ١٥] الآية.
وصنف عبدوا أصناما مختصة بقبائل مثل : ودّ ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ونسر ، واللات ، والعزى ، وهبل ، وهو أعظمها ، وكان على ظهر الكعبة.
وكان منهم من يميل إلى اليهودية ، ـ ومنهم من يميل إلى النصرانية ، ومنهم من يميل إلى الصابئة ، مثل الاعتقاد في الأنواء ، وعلم النجوم ، حتى لا يتحرك إلّا بنوء منها ، ويقول : مطرنا بنوء كذا ، ومنهم من يعبد الملائكة ، ومنهم من يعبد الجن.