إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ المدينة المنوّرة

252/263
*

أغاروا على نفسي سحيرا بمدية

لإتلاف روحي بل وإذهاب جثّتي

يريدون أن يخفوا لنور أتمّه

إلهي فما اسطاعوا فباؤوا بخيبة

شكوت رسول الله ما قد أصابني

على غير ذنب بل على نشر سنّة

أحلّوا دمي يا ربّ أنت حسيبهم

فعوّضهم يا ربّ كلّ بليّة

فإن بيدي تأخذ فتلك عقيدتي

وإلا فيا ويحي وويلي وحسرتي

ألست مقيما في جوارك سيدي

وقبلي أبي سبعين عاما بطابة

أترضى رسول الله ما قد أصابني

وحقّك ما يرضيك هاتيك نيّتي

وحقّك قد عانيت حتفي مع انني

صريع (١) على وجهي وباهي شيبتي

أقلّب وجهي في جهات تخيّلي

وليس سوى باب الحبيب لعلّتي

هو الباب للداعين إن هم لبابه

لجوا لم يصبرهم ولا بعض ساعة

هو البحر يجري كلّ حين ودائما

لجيرانه برّا بهم ذا محبّة

دعوت دعا عبد ضعيف مطعّن

وراء حجاب قد ثوى بمضرّة

لتطلق أقدامي فأسعى بها إلى

حبيبي الذي من جاه فاز بنعمة

ألا يا محبّين الحبيب محمدا

ومن جاور المختار في عزّ نعمة

عسى أنكم إن خلتم لي معاهدا

تبوّأتها مستجلبات (٢) لرحمة

ضربتم بسهم في دعائكم ولا

ينسيكم (٣) بعدي فقلبي بحضرة

وقولنا أخو يا رب (٤) عيق ببيته

وآمننا فاقبله معنا بمنّة (٥)

لئن كنت قهرا قد تأخرت عنكم

فقلبي فيكم شاهد بمودتي

عراص لها نفسي قد اشتدّ شوقها

وحقّ لنفسي أن تضاعف زفرتي

معالم وحي منتهي الخير عندها

فلا قطر في الدنيا إذا كالمدينة

فإن تذكروني في الدعاء فذاكم

وإلا سأستجدي صحابي بمكّة

__________________

(١) في (أ) ، (ج): «صريعا».

(٢) في (أ) ، (ج): «متجليات».

(٣) في (أ): «ينساكم».

(٤) في (ب): «وقولوا أخونا رب ...». (٥) في (أ): «بمنية».