سنة تسعين وخمسمائة ، وبرع في علوم الأوائل حتّى صار أوحد وقته فيها ، وصنّف الموجز في المنطق والجمل ، وكشف الأسرار في الطبيعيّ ، وشرح مقالة ابن سينا وغير ذلك. ولي قضاء الديار المصرية بعد عزل الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام.
قلت : فاعتبروا يا أولي الأبصار ، يعزل شيخ الإسلام وإمام الأئمة شرقا وغربا ويولّى عوضه رجل فلسفيّ! ما زال الدهر يأتي بالعجائب! مات الخونجيّ في رمضان سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
١٦ ـ ابن البيطار (١) الطبيب البارع ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقيّ. أوحد زمانه صاحب كتاب الأدوية المفردة. انتهت إليه معرفة تحقيق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه. خدم الملك الكامل ، ثمّ ابنه الصالح. مات بدمشق في شعبان سنة ستّ وأربعين وستّمائة.
١٧ ـ قيصر (٢) بن أبي القاسم بن عبد الغنيّ بن مسافر. ينعت بالعلم ، ويعرف بتعاسيف الأصفونيّ. كان عالما بالرياضيّات وأنواع الحكمة والموسيقى عارفا بالقراءات فقيها حنفيّا ، ولد بأصفون من الصعيد سنة أربع وستّين وخمسمائة ، وتوفّي بدمشق في رجب سنة تسع وأربعين وستمائة.
١٨ ـ جعفر بن مطهّر بن نوفلّ الأدفويّ ، نجم الدين. قال في الطالع السعيد : كان عالما بعلوم الأوائل من الطبّ والفلسفة ، أديبا شاعرا فاضلا. توفيّ ببلده في حدود الستّين.
١٩ ـ ابن النفيس (٣) العلّامة علاء الدين عليّ بن أبي الحزم القرشيّ. شيخ الطبّ بالديار المصرية وصاحب التصانيف الموجزة وشرح القانون وغير ذلك ، وأحد من انتهت إليه معرفة الطبّ ؛ مع الذكاء المفرط والذهن الحاذق بالمشاركة في الفقه والأصول والحديث والعربيّة والمنطق. مات في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستمائة ، وقد قارب الثمانين ، ولم يخلف بعده مثله.
٢٠ ـ الأصبهانيّ شارح المحصول شمس الدين محمد بن محمود. كان إماما بارعا في الأصلين والجدل والمنطق. صنّف كتابا في هذه العلوم سمّاه القواعد ، وكان عارفا بالنحو والشعر ، مشاركا فيما عداها. ولد بأصبهان سنة ستّ عشرة وستّمائة ،
__________________
(١) شذرات الذهب : ٥ / ٢٣٤ ، طبقات الأطباء : ٢ / ١٣٣.
(٢) سير الأعلام : ٢٣ / ٢٥٥.
(٣) شذرات الذهب : ٥ / ٤٠١ ، طبقات الأطباء : ٢ / ٢٤٩.