قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة [ ج ١ ]

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة [ ج ١ ]

تحمیل

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة [ ج ١ ]

424/472
*

٢٥ ـ وكان للشيخ ولد يقال له الحسن ، كان أيضا من الصوفيّة الفقهاء الفضلاء العلماء أرباب الأحوال والكرامات وعلوّ المقامات ؛ روى عنه المنذريّ من شعره ، وتبرّك بدعائه. مات بقنا في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وستمائة ، وقد قارب الثمانين.

٢٦ ـ وللحسن هذا ولد يقال له محمّد ، جمع بين العلم والعبادة ، والورع والزهادة ، فقيها مالكيّا ، ويقرئ مذهب الشافعيّ ، نحويّا فرضيّا ، حاسبا ، انتفع بعلومه وبركته طوائف من الخلق ، وله كرامات ومكاشفات ؛ حكي عنه أنّه قال : كنت في بعض السياحات ، فكنت أمرّ بالحشائش فتخبرني عن منافعها. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وستمائة.

٢٧ ـ عليّ بن أحمد بن إسماعيل بن يوسف ، الشيخ أبو الحسن الصبّاغ القوصيّ. صاحب المعارف والكرامات ، أخذ عن الشيخ عبد الرحيم القنائيّ. قال المنذريّ : وظهرت بركاته على الّذين صحبوه ، وهدى الله به خلقا ، وكان حسن التربية للمريدين ، وصحبه جماعة من العلماء منهم الشيخ مجد الدين بن دقيق العيد. مات بقنا منتصف شعبان سنة ثلاث عشرة وستّمائة ، وفي العبر سنة اثنتي عشرة.

٢٨ ـ يوسف بن محمد بن عليّ بن أحمد الهاشميّ أبو الحجاج المغاوريّ. قدم من المغرب ، فأقام بقنا إلى أن توفّي بها ، وصحب الشيخ أبا الحسن بن الصبّاغ. وكان من المشهورين بالولاية ، وله كرامات كثيرة. مات في صفر سنة تسع عشرة وستمائة ؛ ويقال إنّه عاش مائة وثلاثين سنة. ذكره في الطالع السعيد.

٢٩ ـ الشيخ أبو العباس البصير أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن جزيّ الخزرجيّ الأنصاريّ الأندلسيّ. كان أبوه من ملوك المغرب ، فولد له الشيخ أبو العباس أطمس العينين ، فخافت أمّه سطوة أبيه ، فأمرت به فألقي في البريّة فأرضعته الغزلان. ثمّ إنّ والده خرج إلى الصيد فلقيه فأخذه ، وهو لا يشعر أنّه ابنه وقال لزوجته : ربّيه ، لعلّ الله أن يجعل لنا فيه خيرا. فلمّا كبر قرأ القرآن ، واشتغل بالعلوم الشرعيّة إلى أن برع فيها ، وصحب في التصوّف جعفر بن عبد الله بن شيندبونة الخزاعيّ الأندلسيّ ، ثمّ سافر على قدم التجريد ، فدخل الصعيد ، وأقام بالقاهرة يقرئ الناس وينفعهم. قال الشيخ برهان الدين الأبناسي في ترجمته : كان الشيخ أبو العباس يشغل الناس بالقراءات السبع ، وكان حافظا بارعا في علم الحديث ، حافظا لمتونه ، عارفا بعلله ورجاله ، حسن الاستنباط بذهن وقّاد ، وكانت له الأحوال الغربية والأساليب العجيبة ، أجاز سبعة آلاف رجل بالقراءات السبع. توفّي سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، وقد بلغ ثلاثا وستّين سنة ، ودفن بالقرافة.