الإسكندرية. أحد الأئمة الكبار ، أخذ عن أبي الوليد الباجيّ ، ورحل ، وسمع ببغداد من رزق الله التميميّ وطبقته ، وكان إماما عالما زاهدا ، ورعا متقشّفا ، متقلّلا ، له تصانيف كثيرة. مات في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وخمسمائة عن خمس وسبعين سنة. ومن كراماته أنّ خليفة مصر العبيدي امتحنه ، وأخرجه من الإسكندرية ، ومنع الناس من الأخذ عنه ، وأنزله الأفضل وزير العبيديّ في موضع لا يبرح منه ، فضجر من ذلك ، وقال لخادمه : إلى متى نصبر؟! اجمع لي المباح من الأرض ، فجمع له فأكله ثلاثة أيام ؛ فلمّا كان عند صلاة المغرب ، قال لخادمه : رميته الساعة ، فركب الأفضل من الغد ، فقتل ، وولي بعده المأمون البطائحيّ ، فأكرم الشيخ إكراما كثيرا ، وصنّف له الشيخ كتاب سراج الملوك.
٤٦ ـ سند بن عنان بن إبراهيم الأزديّ. أبو عليّ ، تفقّه بالطّرطوشيّ ، وجلس في حلقته بعده ، وانتفع به الناس ، وشرح المدوّنة ، وكان من زهّاد العلماء وكبار الصالحين ؛ فقيها فاضلا ، مات بالإسكندرية سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، ورئي في النّوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : عرضت على ربّي ، فقال لي : أهلا بالنّفس الطاهرة الزكيّة العالمة!.
٤٧ ـ صدر الإسلام أبو الطاهر إسماعيل بن مكيّ بن إسماعيل بن عيسى بن عوف الزّهريّ الإسكندرانيّ. تفقّه على أبي بكر الطّرطوشيّ ، وسمع منه ومن أبي عبد الله الرازيّ ، وبرع في المذهب ، وتخرّج به الأصحاب ، وقصده السلطان صلاح الدين ، وسمع منه الموطّأ ، وله مصنّفات. مات في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ، عن ستّ وتسعين سنة. قال ابن فرحون : كان إمام عصره في المذهب ، وعليه مدار الفتوى ، مع الزهد والورع (١).
٤٨ ـ حفيدة أبو الحرم مكّي نفيس الدين. ألّف شرحا عظيما على التهذيب للبرادعيّ في جلد ، وشرحا على ابن الجلّاب في عشر مجلّدات.
٤٩ ـ أبو القاسم بن مخلوف المغربيّ ثمّ الإسكندريّ. أحد الأئمة الكبار من المالكيّة ، تفقّه به أهل الثغر زمانا ، مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. قاله في العبر.
٥٠ ـ أبو العباس أحمد (٢) بن عبد الله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة اللخميّ الفاسيّ. كان رأسا في القراءات السبع ، ومن مشاهير الصّلحاء وأعيانهم. ولد بفاس في
__________________
(١) شذرات الذهب : ٤ / ٢٦٨ ، سير الأعلام : ٢١ / ١٢٢.
(٢) سير الأعلام : ٢٠ / ٣٤٤.