ابن السائب بن عبيد الله بن عبد يزيد بن هشام (١) بن الحارث بن عبد المطّلب بن عبد مناف ، جدّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم والسائب جدّه. صحابيّ أسلم يوم بدر ؛ وكذا ابنه شافع ؛ لقي النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو مترعرع.
ولد الشافعيّ سنة خمسين ومائة بغزّة أو بعسقلان أو اليمن أو منّى ـ أقوال ـ ونشأ بمكّة ، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ، والموطأ وهو ابن عشر ، وتفقّه على مسلم بن خاله الزنجيّ مفتي مكّة ، وأذن له في الإفتاء وعمره خمس عشرة سنة ، ثمّ لازم مالكا بالمدينة ، وقدم بغداد سنة خمس وتسعين ، فاجتمع عليه علماؤها ، وأخذوا عنه ، وصنّف بها كتابه القديم ، ثمّ عاد إلى مكّة ، ثمّ خرج إلى بغداد سنة خمس وتسعين ، فأقام بها شهرا ، ثمّ خرج إلى مصر. وصنّف بها كتبه الجديدة كالأمّ والأمالي الكبرى والإملاء الصغير ومختصر البويطيّ ومختصر المزنيّ ومختصر الرّبيع والرّسالة والسنن ، قال ابن زولاق : صنّف الشافعيّ نحوا من مائتي جزء. ولم يزل بها ناشرا للعلم ، ملازما للإشغال بجامع عمرو إلى أن أصابته ضربة شديدة فمرض بسببها أياما ، ثمّ مات يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين.
قال ابن عبد الحكم : لمّا حملت أمّ الشافعيّ به رأت كأنّ المشتري خرج من فرجها حتّى انقضّ بمصر ، ثمّ وقع في كل بلد منه شظيّة ؛ فتأوّل أصحاب الرؤيا أنّه يخرج عالم يخصّ علمه أهل مصر ، ثمّ يتفرّق في سائر البلدان.
وقال الإمام أحمد : إنّ الله تعالى يقيّض للنّاس في رأس كلّ مائة سنة من يعلّمهم السنن ، وينفي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكذب ؛ فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز ، وفي رأس المائتين الشافعيّ.
وقال الرّبيع : كان الشافعيّ (٢) يفتي وله خمس عشرة سنة ؛ وكان يحيي الليل إلى أن مات.
وقال أبو ثور : كتب عبد الرحمن بن مهديّ إلى الشافعيّ أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ، ويجمع قبول الأخيار فيه وحجّة الإجماع وبيان النّاسخ والمنسوخ من القرآن والسّنّة ، فوضع له كتاب الرّسالة.
__________________
(١) في موسوعة رجال الكتب التسعة : هاشم.
(٢) تهذيب الكمال : ٣ / ١١٦١. تهذيب التهذيب : ٩ / ٢٥. تقريب التهذيب : ٢ / ١٤٣. الكاشف : ٣ / ١٧. تاريخ البخاري الكبير : ١ / ٤٢. تاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٣٠٢. الجرح والتعديل : ٧ / ١١٣٠. الوافي بالوفيات : ٢ / ١٧١. تاريخ بغداد : ٢ / ٥٦. الثقات : ٩ / ٣٠. تراجم الأحبار : ٤ / ٣١. المعين : ٨٣٢. سير الأعلام : ١٠ / ٥.