عادة ما يطلبون دولارين أو ثلاثة دولارات ثمنا للرطل الواحد من هذا البلسم ، إذا ما كان نقيا ، ويقوم أهل الصفراء ببيع البلسم مرة ثانية لحجاج القافلة الكبيرة بسعر يتردد بين ثمانية دولارات واثنى عشر دولارا للرطل الواحد من البلسم المغشوش. والفرس هم الذين يشترون ذلك البلسم.
البلسم (البلسان) الذى يباع فى كل من جدة ومكة ، اللتان يجلب منهما إلى القاهرة ، يجرى غشه مرات عدة ، وإذا لم يفلح أحد الحجاج فى العثور على بعض البدو الذين يشترى منهم هذا البلسان مباشرة ، ضاع أمله وتبدد فى الحصول على البلسم النقى. طبقات الحجاج الأثرياء ، يضعون قطرة من البلسم فى أول فنجال قهوة يشربونه فى الصباح اعتقادا منهم أن هذا البلسم من المقويات أو المنشطات. وبذور الشجرة التى يحصل الناس منها على البلسم ، يستعملها الناس فى الحجاز لإحداث الإجهاض عند النساء.
تجب الإشارة هنا ، إلى عرف خاص بمسألة الدية ، فى قبيلة بنى سالم ؛ والدية هى الغرامة التى تدفع لأهل القتيل (وقد تصل هنا إلى حوالى ثمانمائة دولار) ، وتقبلها أسرة القتيل ، والذى يدفع هذه الدية هو القاتل وأسرته ، وأقاربه ، والقاتل شخصيا يدفع ثلث الدية ، أما الأقارب فيدفعون الثلثين ، وهذا الإجراء على حد علمى لا يسرى فى أى مكان آخر فى الصحراء.
جرت مشادة طويلة بين مرشدينا من البدو وأهل الملايو المرافقين لنا ؛ كان المرشدون قد دخلوا لشراء جملين من السوق ، ليحلا محل جملين آخرين لا يصلحان لمواصلة الرحلة ، ولكن نظرا لعدم وجود نقود كافية لشراء الجملين ، فقد طلبوا من أهل الملايو تقديم يد العون والمساعدة فى هذا الشأن ، ورجوهم أن يقرضوهم عشرة دولارات يتم سدادها عند الوصول إلى المدينة (المنورة) ، ورفض أهل الملايو تقديم هذه المساعدة ، ونظرا للضغط عليهم والإلحاح الشديد طلبوا منى التوسط لصالحهم ، لكن البدو أخذوا المبلغ منهم غصبا بالطريقة التى سبق أن لجأت إليها أنا فى مناسبة سابقة ، وهنا ظهر كيس نقود ذلك الجاوى الذى كان يخبئه فى كيس من أكياس الأرز ،