إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ترحال في الجزيرة العربية [ ج ٢ ]

ترحال في الجزيرة العربية

ترحال في الجزيرة العربية [ ج ٢ ]

تحمیل

ترحال في الجزيرة العربية [ ج ٢ ]

267/289
*

تقدر المسافة من الدّرعية إلى مكة (المكرمة) بما بين إحدى عشرة رحلة واثنتى عشرة رحلة من رحلات القوافل اليومية. وعلى بعد مسير حوالى ثلاثة أيام خلف الدّرعية توجد بعض الأراضى المنزرعة ، وبعض المستوطنات الصغيرة التى يقيم فيها العرب ، أما بقية الطريق فيه عبارة عن طريق يمر عبر الصحراء إلى أن يصل إلى وادى زيمة ، التى تبعد مسير يومين عن مكة ، والمسافة من الرس (فى القصيم) إلى مكة تحسب بحوالى رحلة مقدارها اثنا عشر يوما. هذا الطريق الأخير يتوفر فيه الماء بكميات أكبر من الطريق السابق ، وهو أيضا يمر بوادى زيمة.

هناك طريق مباشر يمتد من نجد إلى الحجاز (وأنا أستعمل كلمة الحجاز هنا بدلالتها البدوية التى تعنى الجبال التى فى جنوبى الطائف) ، ثم إلى بيشة ثم إلى بلاد اليمن ، هذا الطريق يمر بقرية الدّرية ، على الطرف الجنوبى لمنطقة نجد ، على الطريق الرئيسى الواصل بين القصيم ومكة ، أما الطريق من الدّرية إلى بيشة فيقع على بعد مسير أربع ساعات أو خمس شرقى مكة. وفيما بين الدّرية وتربة (سالفة الذكر) يوجد مرعى ، فيه آبار كثيرة ، يسمونه البقّارة ، التى هى محطة شهيرة عند البدو سكان هذه المناطق. هذه البقارة تتبع قبيلة القريشات ، الذين هم فرع من أفرع عرب السبيع الذين يسكنون منطقة رانية.

نجد شهيرة فى سائر أنحاء الجزيرة العربية بمراعيها الممتازة ، التى تربو وتزداد عقب سقوط الأمطار على جبالها. سهول نجد ترتادها أعداد غفيرة من البدو ، الذين يبقون فيها طوال الجزء الأكبر من العام ، ويشترون القمح والشعير من السكان. وخلال موسم الأمطار يتراجع أولئك البدو نحو الداخل فى الصحراء ؛ حيث يبقون هناك إلى أن تأتى ماشيتهم على مياه المطر المتجمعة فى الأماكن المجوفة. قبل ظهور الوهابيين ككيان كانت مراعى نجد كلها ملكا للعنوز ، الذين سبقت الإشارة إلى أنهم أكبر قبائل البدو فى الجزيرة العربية. أعداد كبيرة من العنوز تتردد على منطقة نجد فى فصل الربيع ، وتبعد القبائل الأخرى عن هذه المراعى ، فيما عدا قبيلة المطير التى تسكن المنطقة الصحراوية الواقعة بين القصيم والمدينة المنورة ؛ هؤلاء المطير زادوا من