ودعوا الى السفياني ، فأنفذ اليهم أخاه عبد الصمد بن علي في ستة آلاف (٤٣ ـ
ظ) فلقوه فحاربهم فهزم عبد الصمد بن علي ، ورجع ذلك الجيش مفلولا بعد أن قتل منهم
خلق كثير ، فسار عبد الله بن علي في جميع عسكره من أهل خراسان ومن تبعه من قبائل
اليمن حتى لقيهم بين حمص وقنسرين ، فثبتوا واشتد القتال وكثر القتل بين الفريقين
وانحاز عبد الله بن علي وأصحابه الى سفح جبل كان قريبا منهم ، فجعلوه وراء ظهورهم
، فكانوا يحملون فيقاتلون ثم يرجعون الى ذلك السفح ، فما زالت الحرب بينهم الى
غروب الشمس ، ثم حمل عليهم عبد الله بن علي بنفسه في خاصة أصحابه ، قولوا منهزمين
وأخذهم السيف ، فقتل منهم من لا يحصى ، وانفض من أفلت الى كل ناحية ، وقتل
السفياني.
قلت : قوله قتل
السفياني يوهم أنه قتل في هذه الواقعة ، ولم يقتل فيها بل هرب الى المدينة ، فقبض
عليه وقتل على ما نبينه.
أنبأنا أبو نصر
محمد بن هبة الله قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال : قرأت على أبي
الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد قال : أخبرنا عبد الوهاب
الميداني قال : أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر
قال : أخبرنا محمد بن جرير قال : حدثني أحمد بن زهير قال : حدثنا علي بن محمد عن
عمر بن مرزوق الكلبي قال : حدثني يعقوب بن ابراهيم ابن الوليد أن مولى للوليد لما
خرج يزيد بن الوليد خرج على فرس له فأتى الوليد من يومه ، فنفق فرسه حين بلغه ،
فأخبر الوليد فضربه مائة سوط ثم حبسه ، ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد (٤٤ ـ
و) بن معاوية فأجازه ووجهه الى دمشق فخرج أبو محمد ، فلما أتى الى ذنبة أقام فوجه يزيد بن الوليد الى عبد الرحمن بن مصاد فسالمه
أبو محمد وبايع ليزيد بن الوليد ، وأتى الوليد الخبر وهو بالاغدف .
قال ابن جرير :
وحدثني أحمد بن ثابت عن علي بن محمد عن عمر بن مروان الكلبي قال : حدثنا يزيد بن
معاذ عن عبد الرحمن بن مصاد قال : بعثني يزيد بن الوليد الى أبي محمد السفياني ،
وكان الوليد وجهه حين بلغه خبر يزيد بن الوليد
__________________