ان الضنا لهجره |
|
يا عاذلي هدّ الجسد |
حشا حشاي اذ نأى |
|
نار الغضاحين شرد |
يا غادرا غادرني |
|
على لظى نار تقد |
ألا اصطنعت ناحلا |
|
لا يشتكي الى أحد |
قال : وأنشدني لنفسه :
يقولون وافاك عيد السرور |
|
وأنت حزين كثير البكاء |
فقلت وكيف أهنى به |
|
اذا كنت فيه قليل الثراء |
سمعت القاضي أبا علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي يقول : سمعت أهل بغداد يقولون : ان أبا المعالي الحظيري تزهد ولبس الصوف وعبد الله تعالى في الشمس عشر سنين ، وخرج من بغداد ، وقدم العواصم وساح في بلادها ، ثم رجع الى بغداد في الأيام المقتفوية ، وصنف بها كتبا كثيرة منها : لمح الملح (٢٦٦ ـ و) وحاطب ليل ، وزينة الدهر ، ولما حج مجاهد الدين قايماز من الموصل ، اجتمع به وأودع عنده ذهبا ليشتري له به كتبا.
قال لي أبو علي القيلوي : حكى لي الحاجب ابن الكرخي حاجب الخليفة قال : لما أودع مجاهد الدين ثمن الكتب عند أبي المعالي الكتبي ، سرق الذهب ابن امرأته فجاء أبو المعالي يطلبه فلم يجد شيئا فجلس مفكرا متحيرا في الدكان ، فسألته عن ذلك فقال لي : ما بي شيء فقلت : بلى فقال : كان عندنا ذهب وضاع ، فسألته عن مقداره فلم يذكر فقلت لغلامه : ايش مقدار الذهب؟ فقال : مائة وعشرين دينارا لمجاهد الدين ، وقد أخذه ابن امرأته ، فقلنا له : الذهب أخذه ابن امرأتك فقال : أنا أغرمه ولا تتهمون أحدا فقلت : ما التفت الى كلامه ، ومضيت الى حاجب الباب ، فأحضر ابن امرأته وهدده بالعصر فاعترف بالذهب وأحضره وقد نقص خمسة عشر دينارا فردها عليه.
قال لي القيلوي : وحكى لي العفيف ابن أخي الدوري الواعظ قال : لما قدم مجاهد الدين الى الحج ، ركب وأتى دكان أبي المعالي الحظيري ، فوقف بين يدي