وثلاثين يوما سفرا ، فأقمت أياما فإذا خادم يدق الباب ، فقال أجب وأحمل معك دواء الذبحة ، وقد كانت أصابته فعولج بذلك الدواء فبرأ ، وخرجت مع الخادم ومعي الدواء فتغر غربه ، فقال : يا سالم قد خف عني ما كنت أجد فانصرف إلى أهلك وخلف الدواء عندي ، فانصرفت ، فما كان بأسرع من أن سمعت الواعية ، فقالوا مات أمير المؤمنين لتمام ثلاثة وثلاثين يوما. قال أبو العلاء سالم :
وما سالم عما قليل سالم |
|
ولو كثرت احراسه ومواكبه |
ومن كان ذا باب شديد وحاجب |
|
فعما قليل يهجر الباب حاجبه |
وما كان الا الموت حتى تفرقت |
|
إلى غيره أحراسه وكتائبه |
وأصبح مسرورا به كل كاشح |
|
وأسلمه أحبابه وحبائبه |
وقد ذكرنا أن هذه الأبيات تمثل بها ابن عبد الأعلى في موت هشام (١).
أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال : أخبرنا أبو السعود بن المجلي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي قال : أخبرنا عبيد الله بن أحمد الصيدلاني (١٨٩ ـ ظ) قال : أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو الأنصاري : حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عياش : سالم كاتب هشام بن عبد الملك يكنى أبا العلاء.
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال : أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال : أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال : أخبرنا أبو علي بن الصواف قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سالم كاتب هشام أبو العلاء.
أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال : أخبرنا علي بن أبي محمد قال : أخبرنا أبو غالب الماوردي قال : أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال : أخبرنا أحمد ابن اسحاق قال : حدثنا أحمد بن عمران قال : حدثنا موسى بن زكريا قال : حدثنا
__________________
(١) انظر ما تقدم في هذا الجزء ص : ٤٠١٥.