أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال : أخبرنا أبو المكارم بن محمد اللبان قال : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا ابراهيم بن عبد الله وأحمد بن محمد بن سنان قالا : حدثنا أبو العباس السراج قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا النضر بن زرارة عن الثقة قال : كان لعمر بن عبد العزيز أخ وأخاه في الله ، عبد مملوك يقال له سالم ، فلما استخلف دعاه ذات يوم فأتاه فقال له : يا سالم إني أخاف أن لا أنجو؟ قال : إن كنت تخاف فنعما ، ولكني أخاف أن لا تخاف ، قال سالم : ان الله أسكن عبدا دارا فأذنب فيها ذنبا واحدا فأخرجه من تلك الدار ، ونحن أصحاب ذنوب كبيرة نريد أن نسكن تلك الدار.
وأخبرنا يوسف بن خليل ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا أبو المكارم قال : أخبرنا أبو علي قال : أخبرنا أبو نعيم قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال : حدثني أبي عن جدي قال : كتب عمر بن عبد العزيز الى محمد بن كعب يسأله أن يبيعه غلامه سالما ، وكان عابدا خيرا (١٨٨ ـ و) فقال : اني قد دبرته ، قال : فأزرنيه ، قال : فأتاه سالم فقال عمر : إني قد ابتليت بما ترى ، وأنا والله أتخوف أن لا أنجو ، فقال له سالم عبد الله : إن كنت كما تقول فهذا نجاتك ، وإلا فهو الأمر الذي تخاف ، قال : يا سالم عظنا ، قال : آدم صلى الله عليه وسلم على خطيئته واحدة خرج بها من الجنة ، وأنتم تعملون الخطايا ترجون تدخلون بها الجنة (١) ، ثم سكت.
سالم بن عبد الله :
ويقال ابن عبد الرحمن ، أبو العلاء الأموي ، كاتب هشام بن عبد الملك ومولاه وقيل مولى سعيد بن عبد الملك وقيل مولى المنذر بن عبد الملك ، كان مع هشام بن عبد الملك بالرصافة من عمل قنسرين ، وكان يكتب له ، وشهد وفاته بالرصافة وكان على ديوان رسائله ورسائل الوليد بن يزيد ، حكى عن هشام بن عبد الملك والأبرش الكلبي. روى عنه عمرو بن طليع ، ومحمد بن شهاب الزهري ، وعبد الله بن جعفر المخرمي ، وقيل انه كان استاذ عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان ابن محمد في الكتابة.
__________________
(١) حلية الاولياء : ٥ / ٣٢٩.