حفظتكم وأضعتم ما أمنتكم |
|
له ومن مثلكم ترعى الامانات |
فيا عذولي أقل اللوم وابق فما |
|
يفيد عذلي ولا تغني الملامات |
عهدي بنا قبل وشل (١) البين يجمعنا |
|
ظل ظليل وروضات أريضات |
في سرحة سرحت أنهارها وزهت |
|
أزهارها وبها للهو لدات |
سماؤها الدوح تبدي الزهر من زهر |
|
وأرضها كيف سار الطرف روضات |
تدير فيها شموس الراح في فلك |
|
من الزجاجة أقمار منيرات |
ياقوتة تجتلى من درة ولها |
|
لآلىء من حباب مستديرات |
رقت وقد سفك الراووق من دمها |
|
الحرام ما حللت منه الاراقات |
من حيث حلت عقال العقل قيدها |
|
التحريم وانطلقت عنها الاباحات |
دارت عليها رحا الادوار جاهلة |
|
منها بما عملت منها الديارات |
كرميه كرمت صوتا متى فقدت |
|
حشا الاباريق صانتها الحشاشات |
لو أنها كنيت من حيث ما اعتصرت |
|
أم العناصر لم تخط الكنايات |
(١٥٥ ـ ظ)
هوى وماء ونار والاناء لها |
|
من جوهر الترب فهي الاستقصات |
متى أغار عليها الماء غار لها |
|
من سخطها زرد تحكيه ميمات |
تجلا على الشرب في شرب تمزقه |
|
الأفواه وهو بأعلى الجام جامات |
يحنى عليها فنحبى من لذاذتها |
|
موتا ونشرا فاحياء وأموات |
ونحن في جنة ما فات ساكنها |
|
فيها نعيم ولا تعروه آفات |
قد أبدع الله فيها كل رائقة |
|
تناوحت فنواحيها بديعات |
نمارق وزرابي مفوفة |
|
نسج الربيع لرائيها أنيقات |
حبا يطيب وورد يانع شبم |
|
وجنة أمنت فيها الجنايات |
للعين من عينها مستوقف بهج |
|
وللمسامع ألحان وأصوات |
ما أعربت قينة إلّا شدا طربا |
|
من أعجم الورق في الأوراق قينات |
وللنفوس لما تختار أنفسه |
|
من صالح لا تدانيه الدنيات |
كأنها دولة الغازي التي كملت |
|
وصفا وعمت رعاياه الرعايات |
__________________
(١) الوشل : الماء القليل ، والقليل من الدمع والكثير منه والهيبة والخوف.
القاموس.