أكثر ذلك فيمن قبله من الجنود والرعية ، ووصل إلى كل منهم بقدر ما هو أهله ومستحقه وقدر حاجته إليه ، حتى وصل ذلك إلى الخاص والعام ونالت منفعته القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، وساس ملكه بأحسن السياسة ، ووصل إلى رعيته من اللين والرفاهية في ولايته ما اشتدت مودته لهم ورغبتهم فيه ، وحسن سماعه في الناس ، فلما مضى من ملكه إحدى عشرة سنة سار بجنوده إلى الجزيرة فنزل على نصيبين فافتتحها ، ثم افتتح الرقة وأوغل في بلاد الروم ، فقتل منهم مقتلة عظيمة وسبى سبايا كثيرة ، ثم انصرف إلى مملكته بغنائم كثيرة ، وقد كان انتهى في مسيره إلى القسطنطينية ، وبنى ثلاث مدائن منهن جندي سابور ، وسابور التي بفارس وتستر بالأهواز ، واستقبل السيرة في مملكته ورعيته بأحسن ما كان عليه من الجود بالأموال ، والتخفيف عن الخراج والرحمة للضعفاء ، والرقة عليهم والشدة على أهل الريب والتحري للعدل (١٤٨ ـ ظ) وكان جميع ما ملك ثلاثين سنة وشهرا إلّا يومين.
سابور بن علي بن هلال بن حبيش بن عبد العزيز :
أبو طاهر بن أبي الحسين بن أبي البدر الحلبي المؤدب المعروف بابن الجبري شاعر بن شاعر بن شاعر بن شاعر بن شاعر ، وقد ذكرنا لكل واحد منهم في ترجمته شعرا.
وأصلهم من جبرين قورسطايا من ناحية اعزاز ، وسكنوا حلب.
روي عنه شيئا من شعره أبو عبد الله بن الملحيّ ، وأبو نضر أحمد بن محمد الطوسي.
أخبرنا أبو الفضل تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال : سابور بن الجبري المعلم ، شاعر قدم دمشق ذكره لي أبو عبد الله بن الملحي فيمن لقيه بدمشق من أهل الأدب.
فحدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد بن الملحي من لفظه ، وكتبه لي بخطه قال : سابور بن الجبري المعلم ، شاعر مجيد وأبوه كذلك ، مترسل له مقامات