الملاح» فضربه واحد فقتله ، واختبطت حلب ، وقفلت أبوابها ، وقفل باب القلعة ، فجاء الأمير أبو الحسن سديد الملك ، وكان قد نزل لما مات محمود ، وقال له نصر :v«ما يرّب هذه الدولة غيرك» ؛ فلما قتل نصر لم يجسر أن يذكر للوزير ابن النحاس ـ وكان صديقه ـ ذلك ظاهرا ، فقال له وهو في القلعة من تحت السور :vالأمير نصر (١٤٧ ـ و) سالم كما تحب ، ولكن سألتني عن شيء قبل خروجي وهو :vالقيل فاد ، معناه : القيل الملك ، وفاد مات.
فاحتفظ ابن النحاس بن القلعة ، وأجلسوا بعده أخاه سابقا ، وكان سابق كما قيل لي من أحسن الناس محاضرة ، وأصبحهم وجها ، وأسوأهم فعلا في نفسه وأفعاله.
حدثني مولاي رحمه الله قال : من طريف عمله أنه مدحه الشريف أبو المجد بثلاث قصائد ، فتأخرت الجائزة ، فكتب إليه ، وقد ضاع له دنانير ثم وجدها.
قل للأمير أبي الفضائل سابق |
|
قولا يفوه به لسان الناطق |
فبحق من رد الدنانير التي |
|
ضاعت بتقدير الإله الخالق |
أردد علي مدائحا أنشدتها |
|
ذهبت لديك ذهاب خلّب بارق |
قال : فأنفذ له قصيدة وكتب إليه على ظهرها : نحن نسأل عن الباقي وننفذه إليك.
وأقام بحلب مستضعفا بغير بنو كلاب على باب حلب ، تأخذ منه الغسالات والقوافل ، ولا يخرج أحد إلّا بخفارة ، ولا يدخل إلا كذلك.
والأمير سديد الملك مقيم بالجسر لعلمه أن الداء قد أعضل ؛ قال : فاشتغل عنهم بحصنه وبلده كفر طاب ، يشتو بالجسر ، ويصيف بكفر طاب ، إلى أن