وقرأ عليه الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب ، وانتفع به ، ومهر في النحو وكان ينزل ماشيا إليه من قلعة دمشق الى داره ، وقرأ عليه جماعة من الشيوخ العلماء ، وكان قدم حلب وسكنها مدة واتصل بها بالأمير حسن ابن الداية ، ثم سافر عن حلب الى دمشق وخدم بها عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي ، فنفق عليه (٩٣ ـ ظ) واستوزره ، وكان يقارضه بالشعر ، ثم اتصل بأخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه بعد موته بالديار المصرية ، ثم عاد الى دمشق ، فأقام بها واتخذ بها دارا وبستانا وملكا يعود عليه نفعه.
وكان حسن الأخلاق ، جميل الصورة ، تام الخلق والخلق ، وكان يكتب خطا حسنا ، دخلت إليه داره بدمشق في سنة ثلاث وستمائة مع والدي ، وقرأت عليه المقامات الحريرية وغيرها من كتب الأدب ، ولما شرعت في فراءة المقامات عليه أعجبته قراءتي وسألني : أتحفظها فقلت له : لا ، فمال إليّ واعتنى بأمري ، وكان يأذن لي كلما جئت إليه ، ولما عزمت على العود الى حلب قال لي : اجعل نفسك أن تعود إلينا ، فأثر كلامه عندي ، وآثرت الرحلة إليه ، وكان والدي رحمه الله لا يسمح بمفارقتي ، الى أن سمح بأن يزور البيت المقدس فاستصحبني معه ، ووصلت معه الى دمشق ، ودخلت الى الشيخ رحمه الله فقرأت عليه عدة من كتب الأدب والحديث في سنة ثمان وستمائة ، ثم عدت من البيت المقدس ، وكنت أتردد إليه وأسمع منه بقراءتي عليه وقراءة غيري في سنة تسع وستمائة ، وسألته عن مولده فقال ـ وكتبه لي بخطه ـ في سنة عشرين وخمسمائة في شعبانها.
وقال لي أبو الحسين يحيى العطار أنه قال له : في الخامس والعشرين منه.
أخبرنا الإمام العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ـ بقراءتي عليه ـ قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال : أخبرنا أبو الحسن علي ابن (٩٤ ـ و) ابراهيم بن عيسى الباقلاني المقرئ قال : حدثنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبه عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن جرير رضي الله عنه قال : كنا عند رسول