ابن علي الجواني ونقلت من خطه في كتابه المسمى «بالجوهر المكنون في النسب(١)».
قال مؤلف هذا الكتاب الشريف النسابة ، وكان أحد شيوخي في الحديث ، ويسمى ربيع بن عبد الله الحموي الشافعي ، يرقي العقرب ويأخذها بعد أن يتفل عليها قدامي ، ويقول شيئا لا أفهمه ، فسألته : ما تقول عليها؟ فقال : لي رقية من بعض شيوخي يسندها عن بعض من هاجر الى الحبشة أنه سمعها من الحبشة يقولونها ويأخذون العقرب بها وهي : «هلسا بلسا بكفى فينا ، برزاثا بدهدو ، هدّو ، دار يكز بالشيينرز بكز مما ركز مؤنسه سمنكرة كرنكر ، أره» ثم قالها عليها قدامى بعد أن تفل عليها من ريقه ، وأخذها ، وقال لي : خذها أنت أبضا فقلت : يا شيخ غر غيري ، والله لا مسستها أبدا ولا دنوت منها إلا أن تكون ميتة ، واذا كانت ميتة ما أمسكها استقذارا لها.
ربيع بن محمود بن هبة الله :
أبو الفضل المارديني أحد الأولياء (٣٤ ـ و) المعروفين بالكرامات ، ورد حلب مرارا ، وكان له مع عمي أبي غانم ووالدي صحبة ، وكان اذا قدم حلب نزل بالمسجد المعروف بنا ، الذي أنشأه جد أبي أبو غانم محمد ، وعمر له والدي زاوية الى جانب هذا المسجد كان ينزلها اذا قدم حلب ، وآخر قدمه قدم حلب قبل الستمائة أو فيها ، وخرج والدي وعمي الى لقائه وأنا معهما ، فالتقيناه خارج باب الأربعين بالقرب من خان مجد الدين ، وكنت إذ ذاك صبيا لم أبلغ الحلم ، وسمع الملك الظاهر غازي بقدومه فخرج الى لقائه ، فوصل طاردا فرسه الينا ونحن معه شرقي مسجد السبرير (٢) فترجل له عن فرسه ، ومشى اليه وتبرك به ، ودخل ونحن معه الى الشيخ علي بن الصكاك أبي الحسن الفاسي وأحضرني والدي بين يديه بحضرة الشيخ أبي الحسن واستقرأني شيئا من القرآن العظيم فقرأته ، ودعالي رحمه الله ، وسمعته في ذلك اليوم يقول للشيخ أبي الحسن : يا شيخ مت حتى نموت فاتفق أن الشيخ أبا الحسن توفي سنة إحدى وستمائة ثم توفي ربيع في أوائل سنة
__________________
(١) نقل ابن العديم عنه من قبل ، ولم أقف لهذا الكتاب على ذكر.
(٢) لم أقف على تعريف أو ذكر لهذا المسجد في مصدر حلبي آخر.