أبيه عن وهب بن منبه أن زكريا عليه السلام هرب ودخل جوف شجرة ، فوضع على الشجرة المنشار وقطع بنصفين ، فلما وقع المنشار على ظهره أنّ ، فأوحى الله اليه : يا زكريا إما أن تكف عن أنيتك ، أو أقلب الأرض ومن عليها ، قال : فسكت حتى قطع صلى الله عليه وسلم بنصفين (١).
أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني الحافظ قال : أخبرنا أبو التقى صالح بن حميد ابن ملهم اللبان المالكي بمصر قال : (١٨٦ ـ ظ) أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله ابن عبيد الله بن محمد المحاملي بن بنت أبي جدار قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الحسن بن عمر الصيرفي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن موسى النقاش قال : أخبرنا محمد بن صالح الخولاني قال : حدثنا محمد بن ابراهيم الخولاني قال : حدثنا سعيد بن نصير قال : حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم قال : حدثنا الهيثم ـ وكان من خيار عباد الله ـ قال : لما قتل يحيى بن زكريا قالوا : اطلبوا زكريا وإلّا دعا عليكم فتهلكوا ، فهرب منهم زكريا ، وتبعوه ، فنادته شجرة : تعال الى هاهنا ، فانفرجت له ، فدخل فيها ، ثم انضمت عليه ، فلم يقدروا عليه ، فقال لهم الملعون ابليس : من تريدون؟ قالوا : نريد زكريا قال : هو في هذه الشجرة ، قالوا : كيف علمت ، قال : هذا طرف ثوبه قالوا : كيف نقدر عليه : قال : هاتوا المنشار ، فجاؤوا به ، فنشروا الشجرة ، فلما بلغ أضلاعه أوجعه فصاح ، فأوحى الله عز وجل اليه : إما أن تكف صوتك ، واما أن أخرّب الأرض فلا تعمر الى يوم القيامة ، قال : فصبر.
أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني ـ اذنا ـ قال : أخبرنا عبد الكريم بن حمزة السّلمي ـ اجازة أو سماعا ـ قال : حدثنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرنا أبو الحسن ابن رزقويه قال : أخبرنا أحمد بن سندي الحداد قال : أخبرنا الحسن بن علي قال : أخبرنا اسماعيل بن عيسى قال : حدثنا اسحاق بن بشر قال : أخبرنا أبو يعقوب الكوفي (١٨٧ ـ و) عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس قال : ان رسول الله
__________________
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢١٦ ـ ظ.