ذهب ، فقال عبد الله بن وهب السبأي (١) ورفع يده الى السماء : الله أكبر الله أكبر قال : قلت له : ما شأنك؟ قال : لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج ، عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ، قال : فو الله ما مكث إلّا تلك الليلة حتى جاءنا كتاب من الحسن بن علي : من عبد الله حسن أمير المؤمنين إلى زحر ابن قيس أما بعد : فخذ البيعة ممن قبلك ، قال فقلنا : أين ما قلت؟ قال : ما كنت أراه يموت (٢).
أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال : قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغساني عن عبد العزيز بن أحمد قال : أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال : أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال : أخبرنا محمد بن جرير الطبري قال : قال هشام بن محمد : قال أبو مخنف : ثم إن عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين في الكوفة فجعل يدار به ، ثم دعا زحر بن قيس ، فسرّح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية ، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي ، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي ، فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد.
قال هشام : فحدثني عبد الله (١٦٩ ـ ظ) بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي عن أبيه عن الغاز بن ربيعه الجرشي من حمير قال : والله إنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق ، إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية فقال له يزيد : ويلك ما وراءك وما عندك؟ فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله وبنصره ، ورد علينا الحسين بن علي بن أبي طالب ، في ثمانية عشر من أهل بيته ، وستين من شيعته قال : فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فغدونا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كل ناحية ، حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم ، جعلوا يهربون الى غير وزر ، ويلوذون منا بالآكام والحفر ، لو اذا كما لاذ
__________________
(١) نسبت اليه المصادر أدوارا كبيرة في حوادث الفتنة الكبرى وقيام الفرق الاسلامية ، وتشكك معظم الأبحاث الحديثة بوجوده تاريخيا.
(٢) تاريخ بغداد : ٨ / ٤٨٧ ـ ٤٨٨.