وقال أبو سعد السمعاني : سمعت أبا زبر محمد بن الفضل القزازي بآمل (١) يقول : أنشدني المقرئ أبو العز المبارك بن أبي شيبة البغدادي في وسط الفرات عند قفولنا من الحج في السفينة بقرب قرية يقال لها قزاقند على شط النهر ، قال : كان الشيخ أبو محمد التميمي إذا طاب المجلس يذكر هذه الأببات :
لو كنت أعلم أن يوم فراقكم |
|
يقضي عليّ لما ذكرت فراقا |
حتى متى نلقي الردى لفراقكم |
|
وتمر أيامي ولا نتلاقى |
والله إن وعد الزمان لقاءكم |
|
يوم التلاق لقيتكم مشتاقا |
أخبرنا جعفر بن علي ـ في كتابه ـ قال : أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال : سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي محمد التميمي رزق الله بن عبد الوهاب فقال : كان له لسان وعارضه وحلاوة منطق ، وهو أحد الوعاظ المذكورين والشيوخ المتقدمين ، حدث عن جماعة من الشيوخ وقد سمعت منه.
أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر السّلفي قال : سألت أبا نصر المؤتمن ابن أحمد الساجي عن أبي محمد التميمي فقال : هو الإمام علما ونفسا وأبوة وما يذكر عنه فتحامل من أعدائه.
أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال : أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي وما رأيت شيخا ابن سبع وثمانين سنة أحسن سمتا وهديا واستقامة قامة منه ، ولا أحسن كلاما وأظرف وعظا وأسرع جوابا منه ، فلقد كان جمالا للاسلام كما لقب ، وفخرا لأهل العراق خاصة ولجميع بلاد الاسلام عامة ، وما رأينا مثله ، وكان مقدما على الشيوخ الفقهاء ، وشهود الحضرة ، وهو شاب ابن عشرين سنة ، فكيف به وقد ناهز التسعين سنة ، وكان مكرما ، وذا قدر رفيع عند الخلفاء منذ زمن القادر ومن بعده من الخلفاء إلى خلافة المستظهر (٢).
__________________
(١) أكبر مدينة بطبرستان. معجم البلدان.
(٢). ٤٨٧ ـ ٥١٢ ه / ١٠٩٤ ـ ١١١٨ م.