ورجع الى حديثه عن يزيد بن أبي الصلت التميمي عن أشياخ منهم أن معاوية كان ضرب يومئذ ـ يعني صفين ـ لحمير سهمهم على ثلاث قبائل على : ربيعة ومذحج وهمدان ، فلما وقع سهم حمير على ربيعة قال : ذو الكلاع قبحك الله من سهم كرهت الضراب اليوم ، ثم أقبل ذو الكلاع في حمير ومعهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من رجال أهل الشام قد بايعوا على الموت فلما دنوا من ربيعة ، وهي حذاء ميمنة أهل الشام ، وعلى ميمنتهم ذو الكلاع فحملوا على ربيعة (٦٥ ـ و) وهم ميسرة أهل العراق وفيهم يومئذ ابن عباس وهو على الميسرة ، فحمل عليهم ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر بخيلهم ورجلهم حملة شديدة ، فتضعضعت رايات ربيعة وثبتوا إلّا قليلا منهم ، ثم ان أهل الشام انصرفوا فمكثوا قليلا ، ثم كروا فشدوا على الناس شدة شديدة ، وعبيد الله بن عمر يحرضهم فثبتت له ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا وصاح خالد بن المعمر بأناس من قومه انهزموا يومئذ ، فتراجعوا فكان معهم من عنزه أربعة آلاف بصفين.
أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد الأديب قال : أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال : أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق الطيبي قال : حدثنا عمر بن سعد في اسناده قال : وكان معاوية قد نذر سبي نساء ربيعة وقتل المقاتلة ، فقال في ذلك خالد بن المعمر :
تمنى ابن حرب نذره في نسائنا |
|
ودون الذي يرجو سيوف قواضب |
وتطلب ملكا أنت حاولت خلعه |
|
بني هاشم قول امرئ هو كاذب (١) |
قلت : لا يظن بمعاوية رضي الله عنه أنه ينذر سبي نساء المسلمين أو يستحل ذلك ، وهذا من وضع نصر بن مزاحم والله أعلم (٦٥ ـ ظ).
***
__________________
(١) صفين لنصر بن مزاحم : ٣٣١.