بها وكان قد أعجب بعبادته فلما ابتغى بها هويها وقال لزوجها : تحول لي عنها فعوتب على محبته امرأة من له امرأة واحدة وله تسع وتسعون امرأة ، فكان ذلك ذنبا من ذنوب الأنبياء التي يعاتبون عليها وذلك قوله : «فاستغفر ربه» وسأل ربه غفران ذلك الذنب «وخر راكعا وأناب» (١) ، قال ابن عباس : ساجدا ، وعبر عن السجود بالركوع لأن كلاهما بمعنى الانحناء. وأناب : راجع ما يحب الله من التوبة والاستغفار.
وقال في قوله تعالى : «فغفرنا له ذلك» (٢) قال ابن عباس : غفر له ذلك الذنب «وإن له عندنا لزلفى (٣)» ، لقربة ومكانة ومنزلة حسنة ، وقال الواحدي : أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال : أخبرنا أبو علي الفقيه قال : أخبرنا ابراهيم بن عبد الله العسكري قال : حدثنا محمد بن صالح قال : حدثني محمد بن منصور البرواني عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار في قوله : «وإن له عندنا لزلفى» ، قال : يقول الله لداوود وهو قائم عند ساق العرش : يا داوود مجدّني بذلك الرخيم فيقول : كيف وقد سلبته في الدنيا؟ فيقول : إني أرده إليك قال : فيرفع داوود صوته بالزبور فيستفرغ نعيم أهل الجنة.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي قال : أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرح البغدادية قالت : (٢٦١ ـ ظ) أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن طلحة النعالي قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد ابن يوسف الحنائي قال : أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال : حدثنا أبو القاسم اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال : حدثنا علي بن مسلم قال : حدثنا سيار قال : حدثنا جعفر قال : حدثنا مالك بن دينار في قوله : «وان له عندنا لزلفى وحسن مآب» (٤) قال : يقيم الله داوود عند ساق العرش فيقول : يا داوود مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم. فيقول : الهي وكيف أمجدك به وقد سلبتنيه في دار الدنيا؟ فيقول : فإني راده عليك اليوم فيردّ عليه ، فيرفع داوود صوته فيستنزع صوت داوود نعيم أهل الجنة.
__________________
(١) سورة ص ـ الآية : ٢٤.
(٢) سورة ص ـ الآية : ٢٥.