قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقذ الذي ذيل به تاريخ أبي غالب همام (١) بن المهذب المعري قال : سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة فيها كتب ولاة الشام الى السلطان ملك شاه يشكون فيها ما يلقونه من خلف بن ملاعب (٢٢١ ـ ظ) بحمص من قطع الطريق وإخافة السبيل ، فأمر السلطان أن يسير إليه بوزان (٢) وقسيم الدولة وتاج الدولة ويغي سغان ، فسبق إليه بزوان ، فنزل قريبا من حمص فكتمه ما يريد حتى بلغ منه غرضا ، ودخل إليه رسوله فقال : عاش لك ملاعب ، ثم حصر بزان المدينة واجتمع عليها كل من في الشام (٣) فافتتحت ، وكل من الأمراء المذكورين طلبها ، فكتبوا جميعا الى السلطان فأنعم بها على أخيه تاج الدولة ، وأمر السلطان بحمل خلف بن ملاعب في قفص من حديد الى قلعة أصبهان ، فحمل وحبس بها حتى مات السلطان.
وقال سنة أربع وثمانين وأربعمائة وفيها نزل قسيم الدولة آق سنقر على أفامية ، وملكها وسلمها الى عمي عز الدولة أبي المرهف نصر بن سديد الملك ، وذلك في شعبان.
أنبأنا أبو محمد بن عبد الله الأسدي قال : كتب إلينا أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن منقذ قال : كانت حمص في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة لسيف الدولة خلف بن ملاعب الأشهبي فنزل على سلمية وأخذ الشريف ابراهيم الهاشمي فرماه في المنجنيق الى برج سلمية ، وأخذ قوما من بني عمه مأسورين فمضى من بفي منهم واستغاثوا عليه بالخليفة والسلطان ملك شاه ، فخرج أمر السلطان الى أمراء الشام : تاج الدولة تتش صاحب دمشق ، وقسيم الدولة صاحب حلب ، وبزان بن ألب صاحب الرها ويغي سغان صاحب أنطاكية بالنزول على حمص والقبض على سيف الدولة خلف بن ملاعب (٢٢٢ ـ و) وتسييره إليها فنزلوا على حمص وحاصروه وأخذوه وسيروه الى السلطان ، فأقام في الحبس الى ان توفي ملك شاه في شوال
__________________
(١) لم يصلنا تاريخ ابن المهذب ولا ذيله.
(٢) الاصل في رسم هذا الاسم «بزان» بضم الباء ، ففي العربية تستخدم الحركات للضبط وليس إلا حرف ، لكن بعضهم تساهل في ذلك بالنسبة للأسماء المعربة.
(٣) من أمراء السلاجقة.