ـ الخضر بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان
أبو الدوام ، وقيل أبو العباس بن أبي المظفر الملقب بالملك الظافر بن الملك الناصر.
سمع بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السّلفي ، وحدث عنه بحران ، والفقيه أبا الطاهر اسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عوف ، وحدث عنه بدمشق ، وسمع بمصر أبا القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري ، وأبا سعيد محمد بن عبد الرحمن البنجديهي ، وأبا الفتح محمود بن أحمد الصاعدي ، وأبا القبائل عشير بن أحمد المزارع وأبا محمد عبد الله بن بري النحوي.
سمع منه بعض (٢٠٢ ـ ظ) أصحابنا شيئا يسيرا ، خرج عنه صاحبنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي حديثا في معجم شيوخه ، وروى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي انشادا أخرجه عنه في معجم شيوخه ، وكان يزور عمي أبا غانم ، وكنت أجمع به عنده في المسجد المعروف بنا ، فلم أتحقق ما سمعته منه ، فإنه كان يورد أشياء حسنة ، لم أتحقق منها إلّا مناما ذكره له ، وكان حضر لوداعه وهو يريد الحج وذكر لعمي : وأنا أسمع ، قال : رأيت كان امرأة وابنتها حضرتا ، وقد وطئت البنت وعزمت على وطء الأم ، وذكر ذلك لعمي على وجه أن المنام قد تحقق لشروعه في التوجه الى الحج.
فمضى الى الحج ودخل المدينة ، فسير الملك العادل أبو بكر أيوب ورده من الطريق من بدر خوفا أن يدخل اليمن ويملكها ، فتوسل الى من حضر لرده أن يؤخذ تحت الحوطة والتضييق حتى يقضي حجه ، فلم يجيبوه الى ذلك ، وعاد الى حلب واجتمع بعمي ووالدي وأنا معهما ، وذكرهما بالمنام الذي قصه علينا لما ودع عمي : وقال : الأم هي مكة أم القرى ، والبنت هي المدينة ، ووطئت المدينة وهي البنت ، ولم يتهيأ لي وطء الأم وهي مكة ، وكان هذا من أعجب المنامات التي تحقق تأويلها.
وكان جوادا سخيا شجاعا عارفا بالتواريخ وأيام الناس ، وكان من جلة بني الملك الناصر يوسف بن أيوب وكان ينبز بالملك المشمر ، بحيث أنه غلب على لقبه الملك الظافر ، وبلغني أنه إنما غلب عليه هذا اللقب لأن أباه قسم البلاد على أكابر