اذا ما الصبا في آخر الليل هبت |
|
فلست ألوم النفس إن هي صبت |
وما هي إلّا أنها مشرقية |
|
اذا نسمت أدت نسيم أحبتي |
قال لي الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي العطار قال : القاضي أبو القاسم الحلبي هذا من أعيان فقهاء الشافعية وأكابرهم ويعرف بابن السابق ، استوطن مكة وجاور بها الى حين وفاته ، وكان يدرس بالحرم الشريف ويفتي واستقضي في آخر وقت بها ، وقرأت عليه أحاديث يسيرة من صحيح مسلم ولم أقف على سماعه ، وانما اعتمدت في ذلك على قوله ، وكان ممن يعتمد عليه والحمد لله وسألت الشيخ أبا عبد الله بن أبي الفضل الاندلسي عنه فوثقه ، وأخبرني الفقيه جابر بن أسعد اليماني بمصر أنه توفي في ذي الحجة سنة احدى وثلاثين وستمائة بعد الوقفة ، رضي الله عنه.
قلت : أخبرني القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بحلب عند ورود أبي القاسم بن السابق أنه سمع صحيح مسلم بنيسابور من المؤيد الطوسي ، وواعدني على أن نسمع منه شيئا ، فلم يتفق وسافر ولم نسمع منه.
سمعت محمد بن أحمد القسطلاني المكي يقول ان القاضي أبا القاسم دام مجاورا بمكة (٢٠٠ ـ و) الى أن توفي بها في ذي الحجة سنة احدى وثلاثين وستمائة ودفن بالمعلاة (١).
ـ الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى بن جعفر بن منصور بن سوار :
أبو القاسم الحراني سمع باطرابلس خيثمة بن سليمان الاطرابلسي وبالموصل أبا جابر عرس بن فهد بن أحمد الازدي ، روى عنه أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن ودعان الموصلي ، ومحمد بن الحسين بن ابراهيم الخفاف ، وأبو محمد هشام بن محمد بن هشام الكوفي اليماني ، ونزل الموصل ودخل حلب أو بعض عملها في طريقه ما بين حران واطرابلس.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي ـ فيما اذن لنا في روايته عنه ـ قال :
__________________
(١) المعلاة موضع بين مكة وبدر. معجم البلدان.