المعروف بالمحاسبي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع ـ فيما كتب إليّ من صيدا ـ قال : حدثنا أبو راشد الريان بن عبد الله قال : حدثنا الفضل بن يزيد قال : حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن واصل الأحدب عن أم يحيى قالت : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت ريدة جارية عمر بن الخطاب ، وكانت من المجتهدات في العبادة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدنيها لما يعلم منها ، فقالت : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا رسول الله ، فرد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : يا رسول الله كنت قد عجنت لأهلي عجينا ، فخرجت لأحتطب فإذا برجل نقي الثياب ، طيب الريح ، كأن وجهه دارة القمر ليلة البدر على فرس أغر محجل ، فدنا مني فقال : السلام عليك يا ريدة ورحمة الله فقلت : وعليك السلام ورحمه الله ، فقال : أأنت مبلغ محمدا ما أقول؟ فقلت : نعم ان شاء الله ، فقال : إذا أتيت محمدا فقولي له : اني لقيت الخضر وهو يقرئك السلام ويقول لك : يا محمد ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك ان الله عز وجل أعطاك الأمة المرحومة والدعوة المقبولة ، يدخل محسنهم باحسانه الجنة ومسيئهم بشفاعتك يا محمد ، الا وإن الله أعطاك نهرا في الجنة يقال له الكوثر طوله طول الجنة ، وعرضه أربعون عاما ، عدد آنيته نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ أبدا ، ألا وان أنهار الجنة لتفجر من ذلك النهر ، ارفعي جرزتك (١) يا ريدة ، فرفعتها ، فكعت (٢) عنها ، وذلك أني كنت صائمة يا رسول الله ، فقال لي : ضعيها يا ريدة وأومأ بيده الى كمه فأخرج قضيبا أخضر كأنه قطع من ساعته تلك ، فنقر به الجرزة فمرت تخطر بين يدي حتى وقعت على باب المدينة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : تعرفي الموضع؟ قالت : نعم ، فأخذ جماعة من أصحابه ومضى الى الموضع فإذا بممر الحزمة وبآثار قوائم الدابة ولم نر هناك أحدا (١٧٤ ـ ظ).
أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي في كتابه قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا أبو سعد الماليني ، ح.
__________________
(١) الجرزة : الحزمة.
(٢) أي بعدت عنها.