وأبو الفتح نصر الله بن أبي العزّ بن أبي طالب الصفار قالوا كلهم : أنشدنا تقي الدين أبو محمد خزعل بن عسكر بن خليل الشنأي لنفسه ، وقد سأله بعض الفضلاء أن ينشده من شعره ، فقال بديها وأجاز ذلك لنا فيما أجازه :
يقولون أنشدنا من الشعر قطعة |
|
فقلت أمثلي ينشد السادة الشعرا |
(١٤٧ ـ ظ)
ومن كان مثلي في الحضيض محله |
|
أينشد شعرا من علا قدره الشعرا |
أخبرنا أبو الفداء اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن المرجى القوصي قال : أنشدني الإمام العالم المقرئ النحوي اللغوي العروضي تقي الدين أبو محمد خزعل ابن عسكر رحمه الله لنفسه في أقسام الواوات في العربية ، وكنت سألته أن ينظمها حالة ، حالة قراءتي عليه بقوص ، عند قدومه اليها حاجا في جمادى الآخره سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وممتحن يوما ليهضمني هضما عن الواو |
|
وكم قسما فقلت له نظما : |
فقسمتها عشرون ضربا تتابعت |
|
فدونكها إني لأرسها رسما |
فاصل وإضمار وجمع وزائد |
|
وعطف وواو الرفع في الستة الأسما |
ورب ومع قد نابت الواو عنهما |
|
وواوك في الأيمان فاستمع العلما |
وواوك للإطلاق والواو ألحقت |
|
وواو بمعنى إذ فدونك والحزما |
وواو أتت بعد الضمير الغائب |
|
وواوك في الجمع الذي يورث السقما |
وواو الهجا والحال واسم لما له |
|
سنامان من دون الجمال به يسمى |
وواو في تكسير دار وواو إذ |
|
وواو ابتداء ثم عدّي بها تما |
قال أبو الفداء : وهذا الإمام تقي الدين رحمه الله أول من اشتغلت عليه بعلم العربية ،
ورويت عنه جملة من الكتب الأدبية فرضي الله عنه رضوانا واسعا ، فلقد كان للدين والفضل جامعا ولقد (١٤٨ ـ و) أقام في البيت المقدس حرسه الله مدة سنين مؤهلا لإقراء كتاب الله تعالى ، ولنفع المسلمين ، وورد إلى دمشق وأقام بها لما غلب على القدس استيلاء المشتركين طهره الله منهم ببركة سيد المرسلين ، وأهل بيته