والأبواب والأخشاب والرخام ، ودار الذهب حتى تواقع بعضه على (١٣٣ ـ ظ) بعض ، وهجم الناس صبيحة تلك الليلة فنهبوا منه كلما قدروا عليه ، وقتل من الناس جماعة ، ووصل إلى باب حلب الأميران حسان بن كمشتكين البعلبكي وأخوه حسن صاحبا منبج وبزاعة بتاريخ السبت سابع شوال ، وساماه الخروج معهما فأبى ذلك على ان يسلم حلب إلى بياض البلد وابن مالك ويتسكع ، فلما أبى طال الحصار.
وصل بعد ذلك جوسلين (١) الى باب حلب في مائتي فارس ونزل بابلا (٢) وتقدم الى بانقوسا (٣) ، ونفذ رسوله الى حلب بتاريخ الأحد ثامن شوال ، وطلب خدمة فصانعوه ودفعوه.
وفي آخر شوال وصل الملك إبراهيم بن رضوان ، فأدخلوه إلى حلب فأكرموه ونادوا بشعاره ، وخرج صاحب أنطاكية البيمند ونزل صلدع (٤) بتاريخ الأربعاء حادي عشر شوال ، والمراسلة تعمل ، وركبوا بكرة ذلك اليوم ، وضايقوا حلب ، وركب الملك إبراهيم بن رضوان ، وبدر الدولة ، ونفر الحلبيون والرئيس ابن بديع في خلق عظيم وتراسلوا ، فاستوت الهدنة ، ووقعت الأيمان على المدة المعلومة ، وحمل إليه ما اقترحه يوم الخميس ثاني عشر شوال ، بعد أن أشرف الناس على الخطر العظيم ودخل رسول الافرنج قبض من حلب ألف دينار ، وقرر ألفا أخرى وعاد إلى أنطاكية ، وصار كلما غاب من الحلبيين رجل قد قتل أو صلب ، وطال الأمر على خطلبا ، وحفروا خندقا حول القلعة ، فكلما خرج منها رجل أو دخل إليها أخذ إلى نصف ذي الحجة وصل (١٣٤ ـ و) الأمير سنقر دراز والأمير حسن قراقش وجماعة أمراء في عسكر قوي إلى باب حلب ، واتفق الأمر على أن يسير بدر الدولة وخطلبا الى باب الموصل الى المولى الاصفهسلار (٥) الملك عماد الدين قسيم الدولة زنكي ابن قسيم الدولة آق سنقر إلى الموصل ، فلمن ولىّ عاد الى منصبه ، وأقام بحلب
__________________
(١) صاحب تل باشر.
(٢) قرية كبيرة ظاهر حلب. معجم البلدان.
(٣) قرية في أحواز حلب.
(٤) من قرى اطراف مدينة حلب.
(٥) لفظه فارسية تعني القائد الكبير ، أو الاعلى.