وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال : أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال : أخبرنا رشاء بن نظيف قال : أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال : أنشدنا محمد بن فضالة النحوي لرجل في خالد بن يزيد ، وذكر أنه أتاه ، فقال : إني قد قلت فيك بيتين ولست أنشدهما إلّا بحكمي ، قال : قل فقال :
سألت الندى والجود حراّن أنتما؟ |
|
فقالا جميعا : إننا لعبيد |
فقلت ، ومن مولاكما فتطاولا |
|
عليّ وقالا : خالد بن يزيد |
فقال له : سل؟ قال : مائة ألف درهم فأمر لها بها (١).
نقلت من فوائد أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بخطه أو بخط كاتبه قال : وقف علي بن عبد الله بن العباس بباب عبد الملك بن مروان ينتظر الاذن ، فجاء خالد بن يزيد بن معاوية ، فوقف الى جانبه ، قال : فجرى بينهما كلام في بني هاشم وبني أمية ، فقال خالد لعلي : ألا تعجب؟ فقال علي : أعلم فلا أعجب ، ولو كنت لا أعلم لعجبت ، فأغلظ له خالد في الجواب ، فقال له علي : أما والله ما النهار (١١٤ ـ و) على الليل بنائم ، ولا السيف عن الظالم بصائم ، وليعضن كريم على ناجذه حتى يقيمه الذي أقعده.
قال : وخرج الاذن الى خالد ، فلما أراد الدخول قال له : على السر ما بيني وبينك يا أبا هاشم ، فلما دخل على عبد الملك قال له : مالي أراك مغضبا يا أبا هاشم؟ قال : أو محجوجا يا أمير المؤمنين ، قال : ومن هذا الذي يغلبنك بالحجة ، فو الله ما لسانك إلّا شفرة تطبق على مفاصل الكلم ، قال : وقفت بباب أمير المؤمنين مع علي بن عبد الله آنفا فمت برحم أعرفها ، وذكر دينا لا أنكره ، وما مثله ضاع ببابك يا أمير المؤمنين ، قال : فإنّا قد أمرنا له بمائة ألف درهم صلة ، قال : فخرج خالد الى علي بن عبد الله ، وقال : يا أبا محمد قد تخطينا ما تكره الى ما تحب ، وقد
__________________
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٥ / ٢٩٤ ـ ظ. ـ