قال : وحدثنا الواقدي قال : حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال عمر رضي الله عنه لخالد : ويحك يا خالد أخذت بني جذيمة بالذي كان من أمر الجاهلية أوليس الاسلام قد محا ما كان في الجاهلية؟ فقال : يا أبا حفص والله ما أخذتهم إلا بالحق أغرت على قوم مشركين فامتنعوا فلم يكن لي بدا إذ امتنعوا من قتالهم فأسرتهم ، ثم حملتهم على السيف ، فقال : أي رجل تعلم عبد الله بن عمر؟ قال : أعلمه والله رجلا صالحا ، قال : فهو الذي أخبرني غير الذي أخبرتني ، وكان معك في ذلك الجيش ، قال خالد : فإني أستغفر الله وأتوب إليه ، قال : فانكسر عنه عمر وقال : ويحك ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك.
قال : وحدثنا الواقدي قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أهله عن أبي قتادة ـ وكان في القوم ـ قال : لما نادى خالد في السحر من كان معه أسير فليدافه (١). أرسلت أسيري وقلت لخالد : اتق الله فإنك ميت وإن هؤلاء قوم مسلمون ، قال : رحمك الله يا أبا قتادة إنه لا علم لك (٨٦ ـ ظ) بهؤلاء ، قال أبو قتادة : فإنما يكلمني خالد على ما في نفسه من التّرة عليهم (٢).
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد ـ فيما أذن لنا أن نرويه عنه ـ قال أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين قال : حدثنا أبو حامد محمد بن هارون قال : حدثنا اسحاق بن أبي اسرائيل قال : حدثنا الحكم بن ظهير عن السري عن أبي صالح عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي على سرية ومعه في السرية عمار بن ياسر ، قال : فخرجوا حتى إذا أتوا قريبا من القوم الذين أرادوا أن يصبحوهم ، نزلوا في بعض الليل ، قال : وجاء القوم النذير فهربوا حيث بلغهم ، قال : فأقام رجل منهم كان قد أسلم هو وأهل بيته فأمر أهله فتحملوا ، ثم قال : قفوا حتى أسلم ، ثم جاء حتى دخل على عمار فقال : يا أبا اليقظان إني قد
__________________
(١) أي ليجهز عليه. القاموس.
(٢) انظر مغازي الواقدي : ٣ / ٨٨٠ ـ ٨٨١.